تنتهي في الهواء وهذا دليل على أن مخرجها مقدر وليس ثابتا في مكان
واحد، للهواء تنتهي أي هواء الفم، ولذلك يمكن خروجها خارج الفم،
فالهواء منطلق من الفم ويخرج إلى الخارج وهي معه، ومن هنا لا بد أن
نعلم أن الهواء عند الضغط عليه ينقسم إلى قسمين إلى صوت وإلى نفس،
فالنفس هو ما يبقى على هيئته فالضغط لا يمكن أن يحيل جميع النفس الخارج
أي الهواء المنطلق من الرئة وهو ثاني أكسيد الكربون لا يمكن أن ينطلق
الزفير إلى صوت فقط، بل لا بد أن يبقى منه نفس، فإذا أمران أحدهما
الصوت والثاني النفس، ينقطعان معا وينقطع أحدهما دون الآخر، فألف الجوف
وأختاها وهي، الثلاثة حروف مد، هذا وصفها للهواء تنتهي، تنتهي للهواء،
واللام التي في قوله للهواء هي لام انتهاء أيضا فاللام من معانيها
الانتهاء، بعتك هذا الحائط لهذه الشجرة، معناه إلى هذه الشجرة للانتهاء
للهواء تنتهي.
ولا بد أن ننبه إلى أن جميع ما نذكره هنا من المخارج إنما هو تخميني
ظني كما قال: لمرابط يحظيه بن عبد الودود رحمة الله عليه يقول:
إبداء ما ناسب لا الإثبات
لثابت الأحكام توجيهات
كما يقولون: مثل الحاذق في العلم كمثل الحاذق بالبناء دخل دارا فجعل
يقول: وضع الباني هذا الحجر لحكمة كذا وهذا لحكمة كذا، فإن وافق فالحمد
لله وإلا فقد أتى بما يشبه ولا ينكر عليه، ومن هنا فما نذكره كله
تقريبي تخميني ولم ينزل الوحي بشيء منه، ولذلك يقع فيه الاختلاف الكثير
جدا حتى بين النحويين سمعتم أربعة أقوال في تحديد المخارج، وأيضا في
الصفات سيأتينا خلاف كثير، فجمهور القراء والنحويين يعدون صفات الحروف
ثماني عشرة صفة، ومكي بن أبي طالب عدها أربعا وأربعين صفة، فالخلاف
كثير جدا والأمر تقريبي هو مجرد تقريب، ثم قال: ثم لأقصى الحلق همز هاء
في أقصى الحلق مخرج واحد وهو للهمز والهاء إئ إه تخرج من آخر الحلق ثم
لوسطه فعين حاء وسط الحلق تخرج منه العين والحاء، إع إح، أدناه غين