الشفتان فيهما مخرجان، أحدهما مخرج الواو، والثاني مخرج الباء والميم،
فالواو هي من بين الشفتين لكنها داخلة إلى الداخل، والباء والميم إلى
الخارج، فالواو تقول فيها إو، كأنك تدخل الهواء إلى الداخل، بينما
الباء تقول إب فتفتحهما، والميم تقول إم فتضمهما، فالميم والباء من
مخرج واحد لكن الباء بفتح الشفتين والميم بالتقائهما، والواو إلى
الداخل إلى داخل الشفتين تقول: إو، إو، أما الباء والميم من نفس المخرج
لكن الباء بفتح الشفتين والميم بضمهما، وضمهما معناه التقاؤهما، تقول:
إم، وتقول إب، إب فتفتح شفتيك، وانظر إلى شفتي بعد النطق، إذا قلت إب
ألم يبق الفم مفتوحا، لكن إذا قلت إم ألم تنضم الشفتان فالمخرج واحد
لكن أثر الحرف يختلف فيه، وإذا قلت إو فترى الشفتين ينجذبان إلى
الداخل،
وغنة مخرجها الخيشوم المخرج الأخير وهو خارج الفم هو الخيشوم وهو الأنف
وتخرج منه الغنة التي هي صفة الميم والنون، والغنة تكون شديدة مع الميم
والنون المشددتين، وتكون دون ذلك بحسب الحال، وإذا حصل الادغام الخالص
وهو إدغام النون في اللام أو في الراء فلا غنة حينئذ، تذهب الغنة معها،
أشهد أن لا إله إلا الله فلا غنة، أشهد أن محمدا رسول الله، محمدا رسول
الله أدغمت النون إدغاما خالصا في الراء، فالشهادتان فيهما الإدغام
الخالص للنون في اللام وفي الراء، فشهادة أن لا إله إلا الله فيها
الإدغام الخالص في اللام، وشهادة أن محمدا رسول الله فيها الإدغام
الخالص في الراء، ولا غنة حينئذ، لكن ما عدا ذلك تكون الغنة ثابتة في
النون والميم كما سيأتي إن شاء الله، قال: وغنة مخرجها الخيشوم أي
الخيشوم فيه مخرج واحد وهو للغنة.
٤٧٧٩٨٩ ٢٠٠٥-٢٠٠٧ © جميع الحقوق محفوظة للموقع