بعض لا بد أن يدخل عليه الخلل والخطأ من جهة ما جهل منها، فلذلك لا بد
من العناية بهذه الأمور الأربعة وأولها المخرج مخرج الحرف لأنه الذي
يميزه عما سواه، والمخارج جمع مخرج وهو مفعل لمكان الخروج، والمفعل في
مثل هذا النوع يطلق على المصدر وعلى الزمان وعلى المكان، فخرج فعل
بالفتح وهي فعل ثلاثي ومضارعه بالضم يخرج، وعلى هذا فالمصدر منه
والزمان والمكان بالفتح، كما هو معروف في قواعد المفعل فهو من القاعدة
الأولى، «من ذي الثلاثة لا يفعل له ائت بمفـ**عل لمصدر او ما فيه قد
عُمِلا»
من زمان أو مكان، فلذلك المفعل من الخروج يأتي للمصدر ويأتي
للزمان ويأتي للمكان، والمقصود به هنا المكان، أي مكان خروج الحرف،
والمقصود بخروجه تكيفه حتى يستطيع الإنسان سماعه، وإلا فالحرف مخرجه هو
في الأصل الشعب الهوائية التي في الرئة فهذه هي التي يخرج منها الهواء
ويسير في قصبة الهواء، وقصبة الهواء صلبة لا يمكن الضغط على أي مكان
منها فلا يمكن أن يخرج منها حرف، يمكن أن يخرج منها هواء كالزفير
والصفير لكن لا يمكن أن يخرج منها حرف لأنه لا يمكن الضغط عليها إلا
بعامل خارجي يؤثر فيها، فعندما يصل إلى البلعوم يمكن الضغط عليه ولذلك
فمواضع المخارج خمسة عند جمهور أهل العلم وهو الذي اختاره أهل الأداء
ومنهم ابن الجزري رحمه الله هي الجوف والمقصود به تجاويف الحلقوم، ولا
يقصد به الجوف بمعنى مكان الطعام من الإنسان لأن هذا لا يدخل إليه
الهواء أصلا، فالهواء إنما هو منبعث من الرئة، ولباطن الإنسان طريقان
إحداهما توصل إلى الرئة إلى الشعب الهوائية وهي القصبة الهوائية
البيضاء، والثاني هو المريء الذي يصل إلى البطن ويحمل الطعام، وهو وراء
القصبة الهوائية، فالكلام هنا في الجوف أي تجاويف الحلقوم، فإذن هذا
الموضع الأول وهو مخرج واحد، للحروف الجوفية وهي ثلاثة: الألف والياء
والواو إذا كانت حروف مد أي في حال مديتها، وسيأتي بيان ذلك إن شاء


الصفحة التالية
Icon