فتأتي براءات كثيرة، فلذلك من اللحن الزيادة في التكرير في الراء، ولكن
لا بد من شيء من هذه الصفة، وبعض أهل الأداء يقول: إنما تذكر هذه الصفة
لتجتنب أصلا، وقد ذكر مكي بن أبي طالب أن هذا غير صحيح أنها تذكر ليؤتى
بها لكن لا يبالغ فيها ولا يزاد فيها عن قدرها، قال: وبتكرير جعل أي
جعل للراء صفة التكرير، وللتفشي الشين الصفة السادسة من هذه الصفات
الانفرادية التفشي وهو انتشار الهواء في الفم أي انتشار الريح في الفم
عند النطق بهذا الحرف، فهو بمثابة إعمال لمكيف في داخل الفم، تحريك
للهواء في داخل الفم، تقول: إش، فكأن الهواء تفرق في داخل الفم، فهذه
الصفة هي التفشي، وهي صفة للشين وحدها على الراجح، وقد قال بعض أهل
العلم توصف بها الضاد أيضا، وهذا الذي قال فيه المختار بن بونه رحمه
الله:* وللتفشي الشين باتفاق** وصف به الضاد على شقاق*
على شقاق أي على خلاف، وبعض أهل الأداء يزيد أيضا حروفا أخرى للتفشي
كالفاء والثاء والذال، والراجح أنها جميعا ليست من حروف التفشي وأن
الشين وحدها هي حرف التفشي، ضادا استطل الصفة السابعة من هذه الصفات
الانفرادية هي الاستطالة، وهي صفة الضاد، والمقصود بها الاستمرار في
المخرج من أوله إلى نهايته، فالضاد تبدأ في الخروج من حافة اللسان مما
يلي الأضراس وتستمر إلى مخرج اللام، إض، إض، فتستمر استمرارا هو الذي
يسمى بالاستطالة، فلذلك قال: ضادا استطل أي صفها بالاستطالة وأنت بذلك
استطلتها أي عددتها طويلة، فبذلك تكون تلك الصفات سبعا على إحدى عشرة
فالجميع ثماني عشرة صفة، وبعضهم يزيد عليها صفات أخرى كالغنة، وقد
أوصلها مكي بن أبي طالب إلى أربع وأربعين صفة فجعل للهمزة عددا من
الصفات كالنبر وغيره، ويكفي هذا في تمييز الحروف فهو كاف في الصفات،
والواقع أن جميع الحروف لسانية، ما فيه حرف من الحروف إلا وفيه مشاركة
للسان أيا كانت تلك المشاركة، وهذا ما نبه عليه محمود خليل الحصري رحمه