الشدة والتوسط لها ضدان الشدة والتوسط، والثالث الاستفال وضده
الاستعلاء، والرابعة الانفتاح وضده الإطباق، والخامسة الإصمات وضدها
الذلاقة، الصفات المتضادة إحدى عشرة صفة، هي أولا: الجهر وضده الهمس،
ثم بعد ذلك الرخاوة وضدها الشدة والتوسط لها ضدان الشدة والتوسط فتلك
خمس صفات، ثم بعدها الاستفال وضده الاستعلاء، ثم الانفتاح وضده
الإطباق، ثم بعد ذلك الإصمات وضده الإذلاق، أو الذلاقة فهذه إحدى عشرة
صفة، قال فيها:
صفاتها جهر ورخو مستفل** منفتح مصمتة والضد قل
وهو هنا يشير إليها بوصف الحروف بها، فهذه في الواقع ليست صفات، الجهر
صفة من صفات الحروف، لكن قوله: ورخو الرخو حرف موصوف بالرخاوة، الصفة
هي الرخاوة والحرف هو الرخو، وكذلك قوله: مستفل، فالمستفل وصف للحرف،
لكن الاستفال هو الصفة، وكذلك قوله: منفتح هذا وصف للحرف والانفتاح هو
الصفة، وكذلك قوله: مصمتة هذا وصف للحروف والصفة هي الإصمات، والضد قل
أي قل الضد، فضد كل واحد منها معروف، وبدأ مباشرة في تقسيم الحروف على
هذه، فأولها الجهر وهو في الأصل الرفع، فجهر بصوته أي رفع به، ﴿ولا
تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا﴾ أي لا ترفع صوتك
بالقراءة، ورفع الصوت منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم، فما كان
محمودا منه كما كان لتبليغ العلم وإسماع الحق، فهذا رفع محمود على أن
لا يزعج السامعين ولا يؤثر في صحة المتكلم، ولذلك فإن عمر رضي الله عنه
سمع مؤذنا يبالغ في رفع الصوت فرفع عليه الدرة وقال: أما تختشي يا هذا
أن تنشق بريداؤك، والبريداء والمريداء أسفل البطن، والمقصود أن عمر
يخاف عليه أن يقع فتق في أسفل بطنه من شدة ما يرفع صوته، قال: أما
تختشي يا هذا أن تنشق بريداؤك، والنوع الثاني هو رفع الصوت المذموم،
ولذلك قال الله تعالى في حكايته لوصية لقمان لابنه: ﴿وإذ قال لقمان
لابنه وهو يعظه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم﴾ يقول في هذه