فثاقب الفهم الذي يعاني
ومثله مدرس العلوم
فهؤلاء ختمهم بما لا
ويقرأ التالي بالاستقلال
قراءة بينة ومحكمه
والأذن عند اللفظ والقلب لدى
من واجب الشكر أو المتاب
تاليه في الحل والارتحال
بفهمه لطائف المعاني
ونحوه كفاصل الخصوم
يكون في أعمالهم إهمالا
ما لا يجره إلى الملال
بدون تمطيط ودون هذرمه
أذن ليرعى حق ما تقلدا
بحسب الوارد في الكتاب
فالذي تقرؤه إذا كان أمرا لا بد أن تعرضه على نفسك فإن كنت ممتثلا فهي
نعمة تستحق الشكر، وإن كنت غير ممتثل فهذا ذنب يستحق التوبة، وكذلك إذا
كان نهيا تعرضه على نفسك فإن كنت مجتنبا له فهي نعمة تستحق الشكر وإن
كنت غير مجتنب فهو ذنب يستحق المبادرة إلى التوبة، لهذا قال: من واجب
الشكر أو المتاب، الشكر في حال الاجتناب والامتثال، أو المتاب في
العكس، بحسب الوارد في الكتاب، من لم يجود القران آثم وهو هنا يقول
القران وقد قرأها بقراءة ابن كثير فابن كثير يسقط همزة القرآن في كل
القرآن، فقراءته ﴿إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم﴾ القران وذلك لصعوبة
النطق بالهمز كما قال ابن بري رحمه الله:
والهمز في النطق به تكلف
وأبدلوه حرف مد محضا
فسهلوه تارة وحذفوا
ونقلوه للسكون رفضا
آثم أي متصف بالاثم، والإثم هو ما يترتب على المعصية في الأصل، يطلق
على الجزاء وعلى سببه، وهو الأثام أيضا، ﴿يلق أثاما﴾ أي يلق جزاء
الإثم، والاثم يطلق على كل معصية، كل معصية فصاحبها آثم أي متصف
بالاثم، وهذان الإطلاقان أي إطلاقه على الذنب وعلى جزائه مشهوران،
معروفان، وقد قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود وهو من فقهاء
المدينة السبعة من التابعين:
تجنبت إتيان الحبيب تأثما
ألا إن هجران الحبيب هو الإثم
تأثما أي مجانبة للإثم.
.................................
لأنه به الإله أنزلا
من لم يجود القران آثم
وهكذا منه إلينا وصلا
هذا دليل إثم من لم يجود القرآن أن الله سبحانه وتعالى أنزله إلينا