اللؤلؤ الذي يستخرج من البحر فهو حلية يلبسها البشر، فالترتيل هو حلية
التلاوة، والتلاوة في الأصل مصدر تلا الشيء يتلوه إذا تبعه، والتالي هو
التابع، ولما كانت القراءة سنة متبعة سميت تلاوة لأن الإنسان يتلو
سابقه فهو يحاكيه في قراءته، والتلاوة تسمى أيضا تمنيا، فيقال: تمنى
بمعنى تلا، ومنه قول الله تعالى: ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي
إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته﴾
أي إذا تلا ألقى الشيطان في
تلاوته، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿إلا أماني وإن هم إلا يظنون﴾ في ذكر
بني إسرائيل في سورة البقرة، إلا أماني أي إلا تلاوة وترانيم يترنمون
فيها بكلام الله يريدون أن يلحقوه بكلام الله وليس منه، وزينة الأداء
والقراءة وهو أيضا زينة الأداء، وهو أي الترتيل والتجويد، أيضا زينة
الأداء أي تحسين للأداء وهو تأدية القرآن وتوصيله إلى الناس، والقراءة
في الأصل معناها الجمع، والمقصود بها جمع الحروف في الكلام، والجملتان
متقاربتان من ناحية المعنى، حلية التلاوة وزينة الأداء والقراءة
معناهما واحد تقريبا، إلا أن الزينة أعم من الحلية فالحلية ما كان على
الشيء من غيره، ما علق على الشيء من خارجه، والزينة تشمل ما كان منه في
الأصل، والزينة تشمل المعنوي والحسي، والحلية تختص بالحسي، فالمعنوي
يسمى زينة، ومنه الحديث «اللهم زينا بزينة الإيمان» هي زينة معنوية.
٤٧٧٩٨٩ ٢٠٠٥-٢٠٠٧ © جميع الحقوق محفوظة للموقع


الصفحة التالية
Icon