وهو بالكسر والتخفيف لثة وجمعه لثات، ولذلك قال غيلان بن عقبة المنقري:
لمياء في شفتيها حوة لعس
وفي اللثات وفي أنيابها شنب
اللثات جمع لثة، فهذا المكان يخرج منه الراء والنون، باختلاف الضغط
أيضا، فالراء بالارتفاع، والنون بالانخفاض، المخرج الثاني من مخارج طرف
اللسان هو ما بين اللسان وأصول الثنايا العليا أي منبت الثنايا العليا،
جذوع الثنايا العليا، وهذا تخرج منه هذه الأحرف الثلاثة، الطاء وهي من
أقوى الحروف عموما، لأنها حرف إطباق، وهي كذلك حرف استعلاء وهي مقلقلة
وهي مجهورة وهي شديدة كل صفات القوة مجتمعة فيها فهي من أقوى الحروف،
فلذلك يكون الضغط قويا عندها فتقول إِطْ، فاللسان يلامس أصول الثنايا
العليا عند منبتها بشدة، ثم بعدها الدال، وهي قريبة منها فتقول إد، إد،
وهي متوسطة في الشدة، ثم بعد ذلك التاء وهي أيضا في نفس المخرج لكنها
أسهل ضغطا فتقول إت، إت، كذلك إذا كان طرف اللسان أي رأس اللسان المحدد
منه مع أطراف الثنايا العليا أي مع رءوس الثنايا العليا فهذا مخرج
لثلاثة أحرف هي الذال والثاء والظاء، وذلك باختلاف الضغط أيضا، فأشدها
الظاء فتقول: إظ، إظ، لإطباقها واستعلائها، ثم بعدها الذال، فتقول إذ،
ثم الثاء فتقول إث، فهذه الثلاثة باختلاف قوة الضغط أيضا بالشدة
والتوسط والسهولة، ثم ما بين طرف اللسان والفتحة التي بين الثنايا
العليا والسفلى تخرج ثلاثة أحرف، هي حروف الصفير وأشدها الصاد فتقول
إص، ثم السين فتقول إس ثم الزاي إز، فهذه أيضا باختلاف الضغط إذا ضغطت
ضغطا شديدا خرجت الصاد وضغطا متوسطا تخرج السين، وضغطا خفيفا تخرج
الزاي، ثم بعد ذلك الفاء وهي مترددة بين أن تكون من مخارج اللسان وبين
أن تكون من مخارج الشفتين، لماذا، لأن أصل اللسان هو محفوف بإطار
الأسنان، والفاء مخرجها خارج حظيرة الأسنان، فالفاء تخرج ما بين طرف
اللسان وباطن الشفة، فهي أمام الأسنان جميعا في باطن الشفة، فتقول: إف،