بد من التحفظ على نطق الحاء ونطق الهاء معا، وأهل البلاغة يذكرون أن من
أمثلة ما يصعب النطق به فلا يكون فصيحا اجتماع الحاء مع الهاء بالتكرر
في قول أبي تمام:
جواد متى أمدحه أمدحه والورى** معي وإذا ما لمته لمته وحدي
فهنا قوله أمدحه أمدحه تكررتا فكان ذلك قبيحا لصعوبته، جواد متى أمدحه
أمدحه هذا صعب، ولهذا يقول السيوطي رحمه الله في تعريف الفصاحة يقول:
فصاحة المفرد أن لا تنفرا** حروفه كهعخع واستشزرا
وعدم الخلف لقانون جلي** كالحمد لله العلي الأجلل
وفقده غرابة قد أرتجا** كفاحما ومرسنا مسرجا
قيل وفقد كرهه في السمع** نحو الجرشاء وذا ذو منع
وفي الكلام فقده في الظاهر** لضعف تاليف وللتنافر
في الكلمات وكذا التعقيد مع** فصاحة للكلمات تتبع
فالضعف نحو قد جفوني ولمي** أجف الأخلاء وما كنت عمي
وذو تنافر أتاك النصر** كليس قرب قبر حرب قبر
كذاك أمدحه الذي تكررا** والثالث الخفاء في قصد عرى
لخلل في النظم أو في الانتقال** إلى الذي يقصده ذوو المقال
كذلك أحطت فلا بد من إظهار الحاء هنا، فبعدها الطاء وهي مطبقة مستعلية
فلا بد من النطق بالحاء مفتوحة قبلها فتقول أحطت بما لم تحط لا بد من
الحفاظ على الحاء، كذلك الحق، فالحاء إذا جاورت القاف الشديدة
المستعلية وكانت القاف مشددة أيضا لا بد من الحفاظ على الترقيق في
الحاء، وبالأخص إذا تكرر ذلك: ﴿قال فالحق والحق أقول﴾، فاجتمع الحق
مرتين في هذه الآية والقاف مشددة وقبلها الحاء فلا بد من الحفاظ على
النطق بها، وسين مستقيم يسطو يسقوا كذلك لا بد من الحفاظ على نطق السين
في مستقيم، اهدنا الصراط المستقيم، صراطا مستقيما، سواء كانت معرفة أو
منكرة، لا بد من الحفاظ على نطق السين فيها قبل التاء وهي مجاورة للقاف
أيضا، وكذلك ﴿يكادون يسطون بالذين يتلون عليهم آياتنا﴾، وفيها اكتفاء
أيضا في قوله يسطو يقصد يسطون، ﴿يكادون يسطون﴾، ومثل ذلك يسقون {ولما