سلكُّم في سقر، موضعان للسوسي الإدغام فيهما إدغام الكاف، لكن من سوى
السوسي من القراء جميعا ليس لديهم الادغام الكبير، كذلك فِتْنَةً،
﴿ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون﴾ فتنة لا بد أيضا من الحفاظ
على شدة التاء، فهنا قوله فتنتا وقف على تاء التأنيث التي يوقف عليها
بالهاء وقف عليها هو بالألف، وهذه لغية ردية من لغات العرب فلذلك لا
نعدل البيت بسبب كونها لغية من لغات العرب وإلا فالأصل أن يوقف عليها
بالهاء كما هو في القرآن ولا يجوز الوقف عليها بالألف في القرآن،
ونبلوكم بالشر والخير فتنة، لا يجوز أن تقولوا فتنتا مثلا، لا يجوز في
القرآن ذلك، فتنتْ تجوز في لغات العرب ولكن لا تجوز في القرآن أيضا،
فللعرب فيها ثلاث لغات، إحداها الوقف عليها بالهاء وهذه الفصيحة
المعروفة، والثانية الوقف عليها بالتاء:
الله أنجاك بكفي مَسْلَمَتْ** من بعدما وبعدما وبعد مَتْ
قد كادت الحرة أن تدعى أَمَتْ
وكذلك الوقف عليها بالألف وهو لغية رديئة أيضا، ما فيه إلا الهاء، لا
بد من الهاء، لكن فقط في النطق هذه التاء الأولى التي بين الفاء والنون
فتنة لا بد من الحفاظ على شدتها لأن قبلها الفاء وبعدها النون، فيحافط
على شدتها في السكون فيقال: فتنة وإلينا ترجعون، بعد هذا ذكر ما يدغم،
بعد أن ذكر ما يفك ذكر ما يدغم، فبين أن الإدغام يكون في المثلين وفي
المتجانسين وفي المتقاربين، ولم يذكر المتقاربين هنا، فالإدغام معناه
الإدخال فأدغم سنان اللجام في فم الفرس إذا أدخله، ومعنى الإدغام إدخال
حرف في حرف، والإدغام له اثنتا عشرة صورة، لأن الحرفين إما أن يكون
الأول منهما ساكنا والثاني محركا، هذه الصورة الأولى، أو أن يكونا
محركين معا هذه الصورة الثانية، وكلتا الصورتين إما أن يكون ذلك في
كلمة واحدة أو في كلمتين تلك أربع صور، وهذه الأربع مضروبة في ثلاث وهي
إما أن يكونا متجانسين أو متقاربين أو متماثلين فتلك اثنتا عشرة صورة،