اصبِرْ والحال الثاني التفخيم، وذلك في أربعة مواضع، إذا كانت الكسرة
التي قبلها عارضة وكانت متصلة بها ارجعوا مثلا، فهذه الكسرة على همزة
الوصل، وهي عارضة، ولذلك إذا وصلتها بما قبلها قلت: رب ارجعون، فإنها
ستسقط لأن الحرف الذي عليه الكسرة قد سقط وهو همزة الوصل، فهذه الكسرة
العارضة قبلها لا اعتبار لها فتفخم الراء، فيقال ارجعون إذا ابتدأت،
وتقول ارجعوا، الصورة الثانية إذا كانت عارضة وكانت منفصلة أي في كلمة
أخرى، إن ارتبتم، فالكسرة هنا على النون، وهي عارضة بسبب التقاء
الساكنين، فالنون ساكنة في الأصل، إن والراء ساكنة بعدها، وإنما يتوصل
إلى النطق بها بهمزة الوصل، وإذا كان ذلك في درج الكلام فستسقط الهمزة،
وحينئذ يلتقي ساكنان وهما النون والراء، فتكسر النون كسرة عارضة
لالتقاء الساكنين، وهذه الكسرة العارضة منفصلة لأنها في كلمة أخرى وهي
إن، فتفخم الراء في هذا الموضع فيقال: ﴿إن ارتبتم﴾، والصورة الثالثة
إذا كانت الكسرة أصلية وكانت منفصلة، ﴿رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما
تركت﴾
، رَبِّ: الباء مكسورة كسرة أصلية، لكنها منفصلة لأنها في كلمة
أخرى، فلذلك تفخم الراء هنا فيقال: رب ارجعون ولا يقال رب ارجعون،
وكذلك الصورة الرابعة إذا كانت الكسرة أصلية وكانت متصلة لكن كان بعد
الراء حرف استعلاء وهو متصل بها، كقرطاس، فالكسرة التي قبل الراء أصلية
التي هي على القاف، وهي متصلة بها في كلمتها، وبعد الراء حرف استعلاء
وهو الطاء، فإن الراء تفخم لمكان حرف الاستعلاء الذي بعدها، فيقال:
قِرْطاس، وكذلك مِرْصاد ﴿إن ربك لبالمرصاد﴾، والحكم الثالث هو جواز
الأمرين، أو الرواية بهما معا وذلك في راء كل فرق كالطود العظيم في
موضع واحد وهو في سورة الشعراء، والمأخوذ به الترقيق فهو أرجح، لتغليب
الكسرة على الاستعلاء، أما الحال الثاني من أحوال سكون الراء فهو إذا
كان سكونها عارضا بسبب الوقف، إذا وقف عليها، فحينئذ لها ثلاثة أحكام،


الصفحة التالية
Icon