يديان بيضاوان عند محلم** قد يمنعانك أن تضام وتضهدا
ودم أصلها دمو، فلامها واو، ولذلك قال الشاعر:
ولو أنا على حجر ذبحنا** جرى الدموان بالخبر اليقين
وتثنى أيضا على دميين "جرى الدميان " في لغة بعضهم، بالقلب، فالدال
والميم ليسا آخر الكلمتين، ولكنهما آخرهما في النطق ولذلك يقع عليهما
الإعراب، هذه يد ورأيت يدا و نظرت إلى يد، والإعراب محله في الأصل
أواخر الكلم، نون ساكنة تلحق الأواخر، قولنا نون ساكنة سقطت به نون
الإناث قمن، ضربن، هذه نون متحركة لا ساكنة، تلحق الأواخر بخلاف التي
تلحق الأوائل كانطلق أو التي تلحق الأواسط كغضنفر، لفظا لا خطا، أي
يلفظ بها ولا تكتب بخلاف نون التوكيد، ولهذا قال لغير توكيد، فنون
التوكيد الساكنة، التوكيد له نونان إحداهما مشددة والأخرى مخففة،
فالمشددة لا لبس فيها لأنها غير ساكنة، والمخففة ساكنة وهي تلحق
الأواخر، وقد لا تكتب بل يكتب مكانها ألف، ﴿لنسفعا بالناصية﴾، فهذه نون
ساكنة لحقت الآخر لفظا لا خطا لكنها لتوكيد، وأيضا في حال الحذف، فإنها
إذا كانت بعد الفتح يقاس حذفها وتنوب عنها الفتحة، كما قال المختار بن
بونه رحمه الله:
وبعد فتح حذفها يطرد** كقولَ بالذي يقول أحمد
قُولَ أصلها قولَنْ فحذفت نون التوكيد وبقيت الفتحة مكانها فقيل: قولَ
بالذي يقول أحمد، وهذا فعل أمر وهو مبني في الأصل على السكون، ولكن
نظرا للالتحاق الآخر به ثبتت الواو فيه وإذا ثبتت الواو بقيت الفتحة
على اللام لأنها نائبة عن نون التوكيد وهي الفتحة المناسبة لها، وإلا
لو حذفت هذه الفتحة لالتقى ساكنان فيجب حذف الأول منهما وهو الحرف
المعتل فيقال: قُلْ، والتنوين أنواعه عند النحويين عشرة، ويمكن أن
أزيدكم حادي عشر إذا أردتم، هذه الأنواع نظمها ابن مالك رحمه الله
بقوله:
أنواع تنوينهم عشر عليك بها** فإن تحصيلها من خير ما حُرِزا
مَكِّنْ وقابِلْ وعوِّضْ والمنكر زدْ** ورنم اضْطُرَّ غالِ واحْكِ ما
هُمزا


الصفحة التالية
Icon