تريد قراءة الفاتحة أو قراءة الكهف أو قراءة الأنعام أو قراءة فاطر أو
قراءة سبأ فوقفت على الحمد لله، هذا وقف حسن في الأصل ولكن لا تبتدئ
بعده، لأنه ليس رأس آية، كذلك إذا وقفت على الحمد وعطست فهذا وقف قبيح
لأن الجملة لم تكمل بعد، فلذلك لا بد أن ترجع، مضطرا يمكن أن تجعل
مصدرا وفالمصدر المنصوب من حيث هو له أربع إعرابات، إما أن يكون على ما
ناب عن المطلق وإما أن يكون حالا وإما أن يكون مفعولا لأجله وإما أن
يكون منصوبا على التشبيه بالمفعول به، هذه إعرابات المصدر المنصوب
دائما، وله يوقف مضطرا ويبدا قبله، يبدا قبله أي يستأنف بما قبله
وجوبا، قال:
وليس في القرآن من وقف وجب** ولا حرام غير ما له سبب
يقول إن الوقف لا يجب شيء منه في القرآن ولا يحرم إلا ما كان له سبب من
ناحية القصد، فما كان تجزيئا للمعنى كالوقف بين الفعل والفاعل وبين
المبتدإ والخبر، فهذا له سبب فهو حرام يحرم تعمده ويقف عليه الإنسان
مضطرا فقط، وكذلك ما كان وصله يؤدي إلى خلاف المعنى يوهم خلاف المعنى
فيجب الوقف عليه، وهذا الذي يسمى بالوقف اللازم وهو الذي يشار له في
المصحف بالميم أي وقف لازم، وذلك كقوله تعالى: ﴿إن يدعون من دونه إلا
إناثا وإن يدعون إلا شيطانا مريدا لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك
نصيبا مفروضا﴾
فإنك لو وصلت لتوهم أن الذي قال ذلك هو الله، لأن الفعل
الذي قبله فاعله الله، لعنه الله وقال، الضمير يرجع على أقرب مذكور في
الأصل فلذلك يوقف هنا فيقال ﴿لعنه الله﴾ ثم تستأنف فتقول: ﴿وقال
لأتخذن﴾
، وقال أي الشيطان ﴿لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا﴾، ومثل هذا
قوله تعالى أيضا في نفس السورة في سورة النساء: ﴿سبحانه أن يكون له
ولد، له ما في السموات﴾
فهنا لو وصلت لتوهم أن المنفي هو ولد يملك ما
في السموات والأرض وهذا غير صحيح فالمعنى سبحانه أن يكون له ولد مطلقا،
له أي لله لا للولد، له ما في السموات، فالوصل يوهم خلاف المعنى، ونظير


الصفحة التالية
Icon