إذا كنت لا بد لك من كذا معناه ليس لك أي منظر تنظر إليه إلا هذا
المكان، أي كأن نظرك وجه إلى هذا الاتجاه فلا تستطيع أن تعدل عنه يمينا
ولا شمالا، هذا معنى لا بد منه، لا بد معرفة الوقوف والابتداء كذلك لا
بد من معرفة الابتداء وأفرده لأن الأوقاف متنوعة ومسماة بأسمائها لدى
أهل التجويد والابتداء له اسم واحد لدى أهل التجويد وإن اختلف حكمه،
وهي أي الوقوف تقسم إذن، معناه قسمها أهل التجويد إلى ثلاثة أقسام،
وإذن معناه في حال معرفتها حال تعلمك لها فإنها تقسم ثلاثة أي ثلاثة
أقسام تام وكاف وحسن، ثلاثة أقسام هي التام والكافي والحسن، فالتام في
الأصل مشدد تامٌّ وهو فاعل من تم وهو مدغم، ولكنه هو خففه للضرورة
فقال: تامٌ للضرورة لأن هذا النوع من المدغمات لا يتزن في أي بحر من
بحور الشعر كله، ولذلك فإن الأخفش وهو من أدرى الناس بالعروض يقول:
أريد الركوب إلى حاجة** فمن لي بفاعلة من دبب
يريد دابة، فهي لا تتزن في الشعر، وقد ذكر بعض أهل العروض أن ضربا من
ضروب السريع يمكن أن يلتقي فيه ساكنان في مثل هذا النوع لكن هذا غير
معروف في شعر العرب، فلذلك خففها للضرورة، وهذه الكلمة فيها مد فمن
يذكرنا به، لازم، أي نوع من أنواع اللازم، لازم كلمي مثقل أو مخفف،
مثقل، إذن هذا مد لازم كلمي مثقل تامٌّ، وكاف وحسن فالتام هو فاعل من
تم الشيء إذا كمل فهو وصف من التمام وهو الكمال، والمقصود به كمال
المعنى إذا تم المعنى فلم يبق له أي تعلق لا من قريب ولا من بعيد بما
بعده، إذن التام في اللغة هو الكامل، وهو في الاصطلاح الوقف عند تمام
المعنى بحيث لا يتعلق ما بعد الوقف بما قبله، لا يبقى تعلق بين
الجملتين، لا في المعنى ولا في اللفظ، فهذا النوع هو الذي يسمى بالوقف
التام، ومحاله هي نهايات السور، فنهاية السورة قطعا وقف تام، وكذلك
نهايات القصص فكل قصة إذا انتهت فنهايتها وقف تام لأن ما بعدها سيكون


الصفحة التالية
Icon