أيضاً كان يرى : أن من أوقع الطلاق على هيئة يمين أن الذي يلزمه كفارة يمين ولا يقع الطلاق.
وقرر في مسائل العقيدة مسائل كثيرة خالف فيها كلامهم : فقرر أن القرآن كلام الله غير مخلوق منه بدأ وإليه يعود، وأنكر مسألة (المعنى النفسي) لأنها تؤول إلى أن القرآن الذي بين أيدينا ليس هو كلام الله وإنما هو كلام يدل على المعنى النفسي القائم في ذات الله سبحانه وتعالى أتى به جبريل إنباءً عن المعنى النفسي القائم بالله سبحانه وتعالى، فلما رأى أن هذا الكلام خلاف كلام السلف أنكره وأبطله وقام على أهل عصره فيه وبسبب هذه المسألة ألَّف كتاب :(التسعينية)، المعروف في مسألة خلق القرآن، وفي مسألة الزيارة ألَّف رسالة كبيرة في مسألة الزيارة، وألًّف :(الرد على البكري) أيضاً في هذا الموضوع، وله في الطلاق عدة مجلدات يتكلم فيها عن مسألة الطلاق.
ووضع الله له القبول بين الناس، حج إلى مكة المكرمة سنة ٦٨٠هـ.
جاء في مجموع الفتاوى قول ابن تيمية رحمه الله: "أخبرنا الأصيل المسند نجم الدين أبو العز يوسف بن يعقوب بن محمد بن على المجاور الشيباني قراءة عليه وأنا أسمع في الحرم سنة ٦٨٠هـ"اهـ(٤).
وحج مرة ثانية في سنة ٦٩٢ هـ يعني وعمره ٣١ سنة كما نص على ذلك ابن كثير رحمه الله في (البداية والنهاية) في أحداث هذه السنة.
ألف مؤلفات عظيمة وقام بالرد على الفلاسفة والمناطقة وأهل الكلام وألف كتاباً عظيماً في هذا الباب اسمه :(درء تعارض العقل والنقل)، وفتح الله عليه الفتوح، وفيه يصدق ما جاء عن السلف رضوان الله عليهم: "من عمِل بما علِم أورثه الله علم ما لم يعلم"[.