والواحدي صاحبه كأن أبصر منه بالعربية لكن هو أبعد عن السلامة واتباع السلف، والبغوي تفسيره مختصر من الثعلبي، لكنه صان تفسيره عن الأحاديث الموضوعة والآراء المبتدعة والموضوعات في كتب التفسير كثيرة.
الشرح
هذا تقويم من شيخ الإسلام - رحمه الله- لهذه الكتب فتكلم عن الثعلبي والواحدي والبغوى. ومتقضى كلامه أن تفسير البغوي أحسن هذه التفاسير.
وإذا سأل أحدكم: هل سياق الإسناد قبل الحديث الموضوع يبرر الإتيان به في كتاب التفسير؟ فأقول هذا وإن كانت تبرأ ذمته به لكنه لا ينبغي أن يأتي بالموضوعات، هذا في الموضوع، أما الضعيف فأهون. إذاً فالموضوع لا ينبغي أن يأتي به.
* * *
منها الأحاديث الكثيرة الصريحة في الجهر بالبسملة (٥٩) وحديث على الطويل في تصدقه بخاتمه في الصلاة فإنه موضوع باتفاق أهل العلم (٦٠).
الشرح
تكلم المؤلف- رحمه الله- على حديث على الطويل، وهذا الحديث روي من عدة طرق أخرجها الطبري وغيره في تفسير قوله تعالي: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) (المائدة: ٥٥)، وفحواها أن علياً رضي الله عنه مر به سائل في حال ركوعه فأعطاه خاتمه فنزلت الآية. قال ابن كثير في هذه الروايات: وليس يصح شيء منها بالكلية لضعف أسانيدها وجهالة رجالها، وعلق المرحوم الشيخ أحمد شاكر على هذه الآثار التي أخرجها الطبري بقوله: (( وهذه الآثار جميعاً لا تقوم بها حجة في الدين)).
وشيخ الإسلام - رحمه الله- يرى أنه موضوع، والموضوع هو المكذوب على الرسول صلى الله عليه وسلم.
ومثل ما روي في قوله: ( وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)(الرعد: ٧)، أنه على (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)(الحاقة: ١٢)، أذنك يا علي.
الشرح