وأصول المعتزلة خمسة يسمونها هم : التوحيد، والعدل، والمنزلة بين المنزلتين، وإنفاذ الوعيد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وتوحيدهم هو توحيد الجهمية الذي مضمونه نفي الصفات.
الشرح
فهم يقولون : نحن نوحد الله ونقول من أصولنا التوحيد. ولكن التوحيد الذي يريدون له معنى آخر.
وكذلك أيضا : العدل، والعدل أيضا أصل عظيم، قال تعالى :(إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ )(النحل: ٩٠).
والثالث : المنزلة بين المنزلتين، ولكي نعرف هذا الأصل عندهم نضرب مثلا فنقول : هناك رجل محافظ على الطاعات متجنب للمعاصي، ورجل آخر يفعل الكبائر وهو مؤمن، ورجل ثالث : كافر. فهل تجعل الثلاثة سواء ؟ فإذا أجبتهم : بلا، يقولون : إذا هذا المؤمن الذي يفعل الكبائر يصير في منزلة بين المنزلتين، فلا نقول مؤمن ولا كافر.
أما الأصل الرابع فهو إنفاذ الوعيد، فهم يقولون : إن الله عز وجل يتوعد على فعل المعاصي التي لا تخرج من الإسلام مثل :( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء: ٩٣)، ومثل :(( ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن الخمر، قاطع الرحم، والمنان بما أعطى ))(٦٦)، ومثل :(( ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم : المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب )) (٦٧). فيقولون نحن ننفذ هذا الوعيد ؛ لأن الذي قال هذا الوعيد الله عز وجل وهو قادر فلابد من إنفاذه، فهم يقولون ننفذ الوعيد.
والأصل الخامس : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا من أصولهم، ونعم الأصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، لكن سيأتينا ما يريدون بهما من معنى باطل، وما يلبسون به على الناس، فهذه الأصول إذا قرأتها تقول هذه أصول حق لكن عندما تفسر تجد أنها باطلة.


الصفحة التالية
Icon