١٧٣-
سِوى يَاءِ إِسْرَائِيلَ أَوْ بَعْدَ سَاكِنٍ | صَحِيحٍ كَقُرْآنٍ وَمَسْئُولًا اسْأَلا |
فإن قلت: ﴿وَجَاءُوا أَبَاهُمْ﴾ ١
فيه أيضا ثلاث مدات فمد الألف قبل الهمزة من المتصل ومد الواو لهمزة أباهم من المنفصل، ومدها للهمزة قبلها من النوع المختص لورش.
قلت: مدها لما بعدها وما قبلها متَّحد، فتدخلا فلم يبق إلا مدتان و "أو" في قوله: أو بعد ساكن بمعنى الواو كما قال بعد ذلك وما بعد همز الوصل أراد: وما بعد ساكن، ثم حذف الموصول اكتفاء بصلته يعني واستثنوا من ذلك ما وقع من الهمز الذي بعده حرف مد بعد ساكن صحيح أي ليس بحرف علة مثل: "جاءوا" و"الموءودة" و"سوآت" و"النبيين"؛ فإن المد في كل هذا منصوص عليه، والذي قبله ساكن صحيح نحو: "قرآن" و"ظمآن" و"مسئولًا"، وعللوه بأن الهمزة معرضة للنقل إلى الساكن قبلها وهذه علة فاسدة من وجوه:
الأول: أنه ليس من مذهب ورش النقل في كلمة واحدة.
الثاني: أنه فيما تحقق فيه النقل يمد نحو للإيمان فما الظن بما يتوهم جواز نقله لغة.
الثالث: أنه منقوض بالموءودة فإن النقل فيها سائغ كقرآن، وقد نص مكي، والداني في كتاب الإيجاز على مدها فعندي أن علة استثنائه مشكلة، وأن الناظم نبه على ذلك في قوله: اسألا، وهو فعل أمر مؤكد بالنون الخفيفة، ثم أبدل منها ألفا في الوقف كنظائر له سلفت أي اسألن عن علته وابحث عنها واكشفها ثم ذكر باقي المستثنى فقال:
١٧٤-
وَمَا بَعْدَ هَمْزِ لْوَصْلِ إيتِ وَبَعْضُهُمْ | يُؤَاخِذُكُمُ آلانَ مُسْتَفْهِمًا تَلا |
إذا ابتدأت بهذه الكلمات ونحوها وقع حرف المد بعد همز الوصل وحرف المد في الجميع بدل من الهمزة التي هي فاء الكلمة من آتى وآذن وآمن، ولهذا إذا وصلت الكلمة بما قبلها ذهبت همزة الوصل ونطقت بفاء الكلمة همزة في موضع حرف العلة فوجه ترك المد ظاهر وهو أن أصل أحرف المد همزة ولأن همزة الوصل قبله عارضة.
وذكر بعض المصنفين في مده وجهين، وعلة المد النظر إلى صورة الكلمة الآن والإعراض عن الأصل.
١ سورة يوسف، آية: ١٦.
٢ سورة يونس، آية: ١٥.
٣ سورة طه، آية: ٦٤.
٤ سورة التوبة، آية: ٤٩.
٥ سورة البقرة، آية: ٢٨٣.
٢ سورة يونس، آية: ١٥.
٣ سورة طه، آية: ٦٤.
٤ سورة التوبة، آية: ٤٩.
٥ سورة البقرة، آية: ٢٨٣.