وفي مد عين ثم شيء وسوءة | خلاف جرى بين الأئمة في مصرِ |
فقال أناس مده متوسط | وقال أناس مفرط وبه أُقْري |
﴿عَصَوْا وَكَانُوا﴾ ١، ﴿آوَوْا وَنَصَرُوا﴾ ٢. واخشي يا هند. وإذا كانت حركة ما قبلهما من جنسهما فلا إدغام لما فيهما من المد، فجاز أن يعبر عن ذلك المد بالقصر أي لا يزاد عليه، وهنا لما لم يكن فيهما مد كان القصر عبارة عن مد يسيرٍ يصيران به على لفظهما إذا كانت حركة ما قبلهما من جنسهما.
ووجه قراءة ورش أن العرب أعطتهما وإن انفتح ما قبلهما حكمَ ما لم ينفتح في إدغام ما هما قبله، نحو: ثوب بكر ودويبة، وفي اجتماع النوعين ردفا في الشعر، ولا يدغمان في مقاربهما، ولا ينقل إليهما حركة الحرف الموقوف عليه في نحو: زيد وعون من لغته النقل في بكر ونصر، وذلك للمد المقدر فيهما فينزل منزلة الحركة، ثم قال: وعند سكون الوقف أراد أن يبين حكم الياء والواو المفتوح ما قبلهما عند لقائهما للساكن بعد أن بيَّن حكمهما عند الهمز، وهذا كما ذكر حكم حروف المد واللين عند الهمز ثم ذكر حكمهما عند الساكن وقد تقدم.
يعني إذا وقعت الياء والواو المفتوح ما قبلهما قبل حرف سكن للوقف همزة كان أو غيره فالوجهان المذكوران وهما المد المشبع والمتوسط أعملا لجميع القراء نحو شيء وسوء وميت وخوف، وأعملا بمعنى استعملا كقول نابغة بني شيبان:
أمدح الكاس ومن أعملها | وأهجُ قوما قتلونا بالعطش |
وَعَنْهُمْ سُقُوطُ الْمَدِّ فِيهِ وَوَرْشُهُمْ | يُوَافِقُهُمْ فِي حَيْثُ لَا هَمْزَ مُدْخَلا |
١ سورة آل عمران، آية: ١١٢.
٢ سورة الأنفال، آية: ٧٢.
٣ سورة آل عمران، آية: ١٣.
٤ سورة التوبة، آية: ٥٢.
٥ سورة سبأ، آية: ٥١.
٦ سورة المائدة، آية: ١٠٦.
٢ سورة الأنفال، آية: ٧٢.
٣ سورة آل عمران، آية: ١٣.
٤ سورة التوبة، آية: ٥٢.
٥ سورة سبأ، آية: ٥١.
٦ سورة المائدة، آية: ١٠٦.