﴿أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ﴾ ١، ﴿أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ﴾ ٢.
والهمز إما أن يأتي منفردا أو منضما إلى مثله، فالمفرد ذكره في ثلاثة أبواب متوالية ستأتي، والمنضم إلى همز آخر ينقسم إلى قسمين: إلى ما هو في كلمة، وإلى ما هو في كلمتين، فرسم لكل قسم منهما بابا.
واعلم أن جميع ما ذكر أنه من كلمة فالهمزة الأولى منهما همزة استفهام منفصلة تقديرا من الكلمة إلى حرفا واحدا وهو: ﴿أَئِمَّةً﴾ ٣.
وأخر عن هذا الباب ما كان ينبغي أن يذكر فيه، وهو إذا اجتمعت همزتان الثانية ساكنة، فتلك كانت أولى بهذا الباب؛ لأن الكلمة مبنية على تلك الزنة بالهمزتين معا، فذكر ذلك في آخر باب الهمز المفرد، وكان ينبغي أن يذكر هنا عند ذكر أئمة، فكلا اللفظين فيه همزتان الثانية أصلها السكون كما سيأتي بيانه، وباقي المذكور في هذا الباب الأولى منها مفتوحة أبدا لا يتعلق بها حكم إلا في كلمة: ﴿أَأَمِنْتُمْ﴾ ٤.
ومعظم الخلاف إنما هو في الثانية، وهي مفتوحة ومكسورة ومضمومة. قال رحمه الله تعالى:
١٨٣-
وَتَسْهِيلُ أُخْرَى هَمْزَتَيْنِ بِكِلْمةٍ | "سَمَا" وَبِذَاتِ الْفتْحِ خُلْفٌ "لِـ"تَجْمُلا |
ثم الهمزة الأولى في هذا الباب لا تكون إلا مفتوحة محققة إلا أن يأتي قبلها ساكن فتنقل حركتها إليه في مذهب من يرى ذلك بشرطه نحو: "قُلَ اؤُنَبِّئُكُمْ"٥، "قُلَ اأَنْتُمْ أَعْلَمُ"٦، "قُلَ اإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ"٧.
وهذا سيأتي ذكره في بابه إن شاء الله تعالى، وأخرى: بمعنى أخيرة أي الهمزة الأخيرة من همزتين واقعتين بكلمة وهي الثانية والأصل الأخرى تأنيث آخر بفتح الخاء كقوله تعالى:
٢ سورة الزخرف، آية: ٥٨.
٣ سورة السجدة، آية: ٢٤.
٤ سورة طه، آية: ٢٢.
٥ سورة آل عمران، آية: ١٥.
٦ سورة البقرة، آية: ١٤٠.
٧ سورة فصلت، آية: ٩.