واحدة إلا أن البدل هنا عام في المفتوحة والمكسورة والمضمومة؛ لأنه أمكن إبدال المكسورة ياءا ساكنة والمضمومة واواً ساكنة؛ لأن حركة ما قبلهما من جنسهما، ولم يمكن ذلك في كلمة واحدة؛ لأن قبلهما فتحا وبعدهما ساكنا والهمز المتحرك: المتحرك ما قبله لا يبدل إلا سماعا وهذا المراد بقوله "محض المد" قالوا: وأما "جا آل"١
فالبدل فيه ممتنع والتسهيل متعين خوفا من اجتماع ألفين.
قلت: وأي مانع في ذلك إذا اجتمع ألفان زيد في المد لهما لو حذف إحداهما كما ذُكر هذان الوجهان لحمزة في وقفه على مثل "يشاء" و"من السماء" وهو قوله فيما يأتي: ويقصر أو يمضي على المد أطولا إلا أنه اغتفر ذلك في وقف حمزة؛ لتعينه وأما "جاء آل" فلنا عنه مندوحة إلى جعل الهمزة بين بين فصير إليه.
وقوله: محض المد مبتدأ وخبره قوله: عنها تبدلا أي تبدل المد المحض عن الهمزة.
وقال بعض الشارحين محض المد منصوب بقوله: نبدل.
قلت: فالمعنى حينئذ تبدل الهمز محض المد فيبقى قوله عنها لا معنى له، فنصب محض المد فاسد والله أعلم.
٢٠٧-
وَفي هؤُلا إِنْ وَالْبِغَا إِنْ لِوَرْشِهِمْ | بِيَاءِ خَفِيفِ الْكَسْرِ بَعْضُهُمْ تَلا |
قلت: وهذا الوجه مختص بورش في هذين الموضعين وفيهما له ولقنبل الوجهان السابقان:
٢٠٨-
وَإِنْ حَرْفُ مَدِّ قَبْلَ هَمْزٍ مُغَيَّرٍ | يَجُزْ قَصْرُهُ وَالْمَدُّ مَا زَالَ أَعْدَلا |
٢ هذه عبارة اصطلاحية فيقال: أخذ علي القراءة بمعنى قرأْتُ عليه اهـ ضباع.
٣ الآية: ٣١.
٤ الآية: ٣٣.