يشير إلى عظم الرزانة وتوفرها إن قصد الكثيب أو المكيال وإن قصد التاج قدرت الحال بمتوجا ومن كلامهم جلس فلان وعليه السكينة والوقار، فإن قلت: علام عطف قوله: ويممه؟ قلت: يحتمل وجهين أحدهما أن يكون عطفا على معنى المرتضى: أي هو الذي ارتضى أمة ويممه الوقار فهو من باب قوله تعالى:
﴿إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا﴾ ١.
أي إن الذين تصدقوا وأقرضوا ويكون مضمون البيت ثناء عليه بأنه مرتضى كامل العقل، والوجه الثاني أن يكون معطوفا على كان أمة أي إذا اتصف بهاتين الصفتين أي أن قارئ القرآن إنما يرتضى للاقتداء به ويقصد للانتفاع به بشرطين وهما أن يكون جامعا للخير وافر العقل والله أعلم.
٩-
هُوَ الْحُرُّ إِنْ كانَ الْحَرِيّ حَوَارِياً | لَهُ بِتَحَرّيهِ إلَى أَنْ تَنَبَّلاَ |
﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ﴾، ﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ ٢، ﴿وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ﴾ ٣، ﴿وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾ ٤.
إلى غير ذلك من الآيات في هذا المعنى وما أحسن ما قاله الشاطبي -رحمه الله- من قصيدة له:
لمن يترك القراء وردٌ فراته | ورودا من الدنيا أجاج المشارب |
ولو سمع القراء حين اقترائهم | لفي آل عمران كنوز المطالب |
بها ينظر الدنيا بعين احتقارها | فقيه المعاني غير عاني الذوائب |
﴿زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ﴾ إلى قوله ﴿ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ﴾ ٥
١ سورة الحديد، آية: ١٨.
٢ سورة الحديد، آية: ٢٠.
٣ سورة العنكبوت، آية: ٦٤.
٤ سورة طه، آية: ٣١.
٥ سورة آل عمران، آبة: ١٤.
٢ سورة الحديد، آية: ٢٠.
٣ سورة العنكبوت، آية: ٦٤.
٤ سورة طه، آية: ٣١.
٥ سورة آل عمران، آبة: ١٤.