لَمْ يُنَبَّأْ}، في النجم تسع عشرة كلمة ولم يستوعب صاحب التيسير ذكر مواضعها كما حصرها الناظم -رحمه الله- فالهمزة في جميع ذلك ساكنة للجزم، ولهذا قال تكملا أي تكمل المجزوم واستثناه لعروض السكون والأصل الحركة ولئلا يجمع على الهمز أمرين إسكانا ثم إبدالا ويرد على هاتين العلتين نحو:
جئتم، وشئتم، والأولى أن يقال: حافظ على الهمز كراهة لصورة ثبوت حرف المد في موضع الجزم أو الوقف أو يقال حافظ على ما سكونه علامة الإعراب فلم يغيره، ويرد عليه ما روى من إسكانه علامتي الإعراب في الرفع والجر من نحو: يأمركم، وبارئكم، على ما يأتي.
ولكن الأصح عنه أنه كان يختلس الحركة في ذلك فتوهم بعض الرواة أنها سكون.
وقوله تعالى: ﴿وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا﴾، يبدل همزه وليس من المستثنى؛ لأن سكون الهمز فيه لأجل ضمير الفاعل لا للجزم.
٢١٨-
وَهَيِّئْ وَأَنْبِئْهُمْ وَنَبِّئْ بِأَرْبَعٍ | وَأَرْجِئْ مَعًا وَاقْرَأْ ثَلاَثًا فَحَصِّلا |
نبئ، بأربع أي بأربع كلمات:
﴿نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ﴾ ٤، ﴿نَبِّئْ عِبَادِي﴾ ٥، ﴿وَنَبِّئْهُمْ عَنْ ضَيْفِ إِبْرَاهِيمَ﴾ ٦، ﴿وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ﴾ ٧.
وأرجئه في الأعراف والشعراء، ولذلك قال: معا أي في موضعين، وحقيقة الكلام في السورتين معا، وكذا معنى هذا اللفظ وفائدته حيث جاء خصصه الناظم بذلك وهو في اللغة يستعمل للاثنين فما فوقها وقد استشهدت على ذلك بأبيات العرب في موضعين من شرح الشقراطسية، ووقع في قصيدة متمم بن نويرة الأمران فقال:
إذا جنب الأولى شجعن لها معا
فهي هنا حال من جماعة وقال في الاثنين:
فلما تغربنا كأني ومالكا | لطول اجتماع لم نبت ليلة معا |
كنت ويحيى كيدَيْ واحد | نرمي جميعا ونرامي معا |
٢ سورة الكهف، آية: ١٠.
٣ سورة البقرة، آية: ٣٣.
٤ سورة يوسف، آية: ٣٦.
٥ سورة الحجر، آية: ٤٩.
٦ و٧ سورة الحجر، آية: ١٥، وسورة القمر، آية: ٢٨.