فإن قلت: فيها نحو: "وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحى"١، فمن أين تعلم إمالته؟
قلت: من قوله: وما رسموا بالياء، وقد نبهنا عليه ثَمَّ وكذلك العلى ثم ذكر باقي السور فقال:
٣٠٧-
وَفِي الشَّمْسِ وَالأَعْلى وَفِي اللَّيْلِ والضُّحى | وَفِي اقْرَأْ وَفِي وَالنَّازِعَاتِ تَمَيَّلا |
وَمِنْ تَحْتِهَا ثُمَّ الْقِيَامَةِ ثُمَّ فِي الْـ | ـمَعَارِجَ يا مِنْهَالُ أَفْلَحْتَ مُنْهِلا |
وسبع سور دخلت الإمالة في بعض آياتها وهي التي تقبل الإمالة وهي: طه والمعارج والقيامة والنازعات وعبس والضحى واقرأ باسم ربك، ثم الإمالة في الجميع ليس بعدها ضمير مؤنث إلا في سورتين: "والشمس"، و"النازعات"، أما "والشمس" فاستوعب ضمير المؤنث أواخر آيها وأما "النازعات" ففيها الأمران مرتين ولم يأت آيات في آخرهن ألف مقصورة نسقا إلا في هذه السور، والمنهال الكثير الإنهال والإنهال إيراد الإبل المنهل ومنهلا أي موردا أو معطيا إذ يقال: أنهلت الرجل إذا أعطيته، وانتصب على الحال فكأنه نادى نفسه أو جميع من يعلم العلم وحروف القرآن ورواياته الثابتة من ذلك، وقد صح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه". والله أعلم.
٣٠٩-
رَمى "صُحْبَةٌ" أَعْمَى فِي الِاسْراءِ ثَانِيًا | سِوًى وَسُدًى فِي الوَقْفِ عَنْهُمْ تَسَبُّلا |
١ سورة طه، آية: ٥٩.