﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى﴾ في سورة والليل برأس آية، وقوله تعالى: ﴿فَأَوْلَى لَهُمْ﴾، ﴿أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى﴾، قيل هو أفعل وقيل هو فعلى، وقوله تعالى: ﴿يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً﴾، هو مفعل وليس فعلى. قال مكي: واختلف عنه في: "يحيى"؛ فمذهب الشيخ أنه بين اللفظين وغيره يقول بالفتح؛ لأنه يفعل.
قلت: يعني "يحيى" اسم النبي عليه السلام، وأما نحو: ﴿وَيَحْيَى مَنْ حَيّ﴾، فهو يفعل بلا خلاف كـ "يسعى" و"يخشى" ويصلى" فاعلم ذلك.
٣١٦-

وَيَا وَيْلَتَى أَنَّى وَيَا حَسْرَتى "طَ"ـوَوْا وعَنْ غَيْرِهِ قِسْهَا وَيَا أَسَفَى العُلا
يعني أن الدوري عن أبي عمرو أمال هذه الكلم الأربع بين بين وهذا الحكم منقول في التيسير وغيره عن أبي عمرو البصري نفسه لكنه قال من طريق أهل العراق وتلك طريق الدوري قال ومن طريق أهل الرقة بالفتح يعني طريق السوسي وروي عنه فتحها وروي فتح: ﴿يَا أَسَفَى﴾. وإمالة الثلاثة الباقية، وهذه طريق أبي الحسن ابن غلبون، ووالده أبي الطيب فلهذا اختزل الناظم: ﴿يَا أَسَفَى﴾ عن أخواتها، وألحقها بها، أرادوا: يا أسفى كذلك، وكأنه أشار بقوله: طووا إلى ذلك أي طووه ولم يظهروه إظهار غيره فوقع فيه اختلاف كثير، ثم قال: وعن غير الدوري قسها على أصولهم فتميل لحمزة والكسائي؛ لأن الجميع من ذوات الياء رسما، وقد تقدم الكلام في: ﴿أَنَّى﴾.
والألف في: "ويلتى" و"حسرتى" و"أسفى" منقلبة عن ياء، والأصل إضافة هذه الكلمات إلى ياء المتكلم وتميل لورش بين اللفظين على أصله في ذوات


الصفحة التالية
Icon