وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إن من بعدي أيام الصبر المتمسك فيهن بمثل ما أنتم عليه له كأجر خمسين عاملا".
وقوله: من لك بكذا جملة استفهامية تستعمل فيما يستبعد وقوعه وتقديره: من يسمح لك به.
فمعنى البيت: من يسمح لك بحصول الحالة التي هي كقبض على جمر وحصولها هو القيام فيها بحقوق الله تعالى.
وقد ذكر الشيخ الشاطبي -رحمه الله- زمان الصبر في قصيدة أخرى له فقال:
إلى الله أشكو وحدتي في مصائبي | وهذا زمان الصبر لو كنت حازما |
عليك بالاسترجاع إنك فاقد | حياة العلى وابغ السلو منادما |
على فقدك لحياة العلى، ونادم السلو عنها. فقد أيست منها.
٨٢-
وَلَوْ أَنَّ عَيْناً سَاعَدتْ لتَوَكَّفَتْ | سَحَائِبُهَا بِالدَّمْعِ دِيماً وَهُطّلا |
٨٣-
وَلكِنَّها عَنْ قَسْوَةِ الْقَلْبِ قَحْطُهاَ | فَيَا ضَيْعَةَ الْأَعْمَارِ تَمْشِى سَبَهْلَلا |
ففي جامع الترمذي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لا يلج النار رجل بكى من خشية الله تعالى". هذا حديث حسن صحيح.
وفي مسند البزار عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أربعة من الشقاء جمود العين وقساء القلب وطول الأمل والحرص على الدنيا".
وضيعة الأعمار مفعول فعل مضمر، والمنادى محذوف: أي يا قوم احذروا ضيعة الأعمار. أو يكون ناداها على معنى التلهف والتأسف نحو:
١ سورة البقرة، آية: ١٥٦.