ابن ربيعة يقولون: رضي الله عليك؛ أي: عنك، ومناة على وزن نجاة ومناءة بزيادة همزة بعد الألف على وزن مجاعة لغتان قال جرير:
أزيد مناة توعدنا ابن تيم
وأنشد الكسائي:
ألا هل أتى التيم ابن عبد مناءة
وقوله: واحفلا أراد: واحفلن فأبدل من نون التوكيد الخفيفة ألفا للوقف؛ أي: احتفل بهذه القراءة فاحتج لها؛ لأن من الناس من أنكر المد قال أبو علي: قال أبو عبيد: اللات والعزى ومناة أصنام من حجارة ولعل مناءة بالمد لغة لم أسمع بها عن أحد من رواة اللغة وقد سمع زيد مناة عبد مناة ولم أسمع بالمد.
قال الزمخشري في اشتقاق اللفظين على القراءتين: كأنها سميت مناءة؛ لأن دماء النسائك كانت تمنى عندها؛ أي: كانت تراق ومناة مفعلة من النوء كأنهم كانوا يستمطرون عندها الأنواء تبركا بها.
قلت: ومن الأول تسمية منى لكثرة ما يراق فيها من دماء الأضاحي والنسك في الحج، وقال الجوهري: عبد مناة بن أد بن طابخة وزيد مناة بن تميم بن مرة يمد ويقصر قال: هو ابن الحارثي:
ألا هل أتى التيم بن عبد مناءة
١٠٥١-

ويَهْمِزُ ضِيزَى خُشَّعًا خَاشِعًا "شَـ"ـفا "حَـ"ـمِيدًا وَخَاطِبْ تَعْلَمُونَ "فـ"ـطِبْ "كَـ"ـلا
أي: ويهمز المكي ياء ضيزى والهمز في ذلك وتركه لغتان يقال ضازه حقه يضازه؛ أي: إذا نقصه وجار فيه على وزن حساه يحساه ويقال ضازه يضيزه مثل باعه يبيعه فوزن ضئزى بالهمز فعلى بكسر الفاء قالوا هي مصدر وصف به كالذكرى وإذا لم تهمز فوزنها عندي كذلك وهي مصدر أيضا والتقدير: قسمة ذات ضيزى، وقال النحاة: وزنها فعلى بضم الفاء وإن كانت في لفظ ضيزى مكسورة اعتبارا بالأصل كما يقال في وزن يبض فعل وفي وزن بيوت فعول قال أبو علي؛ لأنهم لم يجدوا في الصفات شيئا على فعلى؛ يعني: بكسر الفاء مع ألف التأنيث قلت: لا نجعلها صفة بل مصدرا كالمهموز، قال أبو علي: حكى التوزى الهمز في هذه ضأزه يضأزه إذا ظلمه وأنشد:
إذا ضأزانا حقنا في غنيمة
قلت: وانتهى الكلام في حروف سورة النجم، ثم قال الناظم: خشعا خاشعا مثل سكارى معا سكرى؛ أي: قوله تعالى: ﴿خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ﴾ يقرأه شفا حميدا خاشعا وهما لغتان في اسم الفاعل إذا وقع فاعلا مجموعا هل يفرد في نفسه أو يجمع جمع تكسير تقول: مررت بزيد قاعدا غلمانه وقعودا غلمانه سواء في ذلك الحال والصفة نحو: مررت برجل قاعد غلمانه وقعود غلمانه، وسنوضح ذلك في شرح الناظم إن شاء الله تعالى. قال الزمخشري: وفي خشعا بالجمع هو لغة تقول: أكلوني البراغيث وليس كذلك؛ فإن أكلوني لغة ضعيفة وتلك فصيحة، قال أبو علي: يرجح: مررت برجل حسان قومه على حسن قومه، قال الزمخشري: ويجوز أن يكون في خشعا ضميرهم ويقع أبصارهم بدلا عنه.
قلت: يعني: يخرجون من الأجداث خشعا فهو حال، وقيل: يجوز أن يكون مفعول: ﴿يَدْعُ الدَّاعِ﴾ أي


الصفحة التالية
Icon