١٠٩٠-
وَوالرِّجْزَ ضَمَّ الكَسْرَ حَفْصٌ إِذَا قُلِ إذْ | وَأَدْبَرَ فَاهْمِزْهُ وَسَكِّنْ "عَـ"ـنِ "ا"جْتِلا |
قال الفراء: هما لغتان يقال أدبر النهار ودبر ودبر الصيف وأدبر وكذلك قبل وأقبل فإذا قالوا: أقبل الراكب أو أدبر لم يقولوه إلا بألف.
قال: وإنهما عندي في المعنى لواحد لا أبعد أن يأتي في الرجال ما يأتي في الأزمنة.
وقال الزجاج: كلاهما جيد في العربية يقال: دبر الليل وأدبر.
وفي كتاب أبي علي عن يونس دبر انقضى، وأدبر: تولى، وقالوا كأمس الدابر وكأمس المدبر قال: والوجهان حسنان.
وقال أبو عبيد: كان أبو عمرو يقول: هي لغة قريش: قد دبر الليل، حدثنا حجاج عن هارون أخبرني حنظلة السدوسي ع شهر بن حوشب عن ابن عباس أنه قرأها: "والليل إذا دبر" بجعل الألف مع إذا.
قال حنظلة: وسألت الحسن عنها فقال: إذا أدبر فقلت: يا أبا سعيد إنما هي ألف واحدة فقال: فهي إذا "والليل إذا دبر".
قال أبو عبيد: جعل الألف مع أدبر، وبالقراءة الأولى نأخذ إذا بالألف دبر بغير ألف؛ لكثرة قرائها، ولأنها أشد موافقة للحرف الذي يليه؛ ألا تراه قال "والصبح إذا أسفر" فكيف يكون في أحدهما إذا وفي الآخر إذ.
قال: وفي حرف عبد الله وأبي: حجة لمن جعلها إذا ولمن جعلها أدبر جميعا: حدثنا حجاج عن هارون قال في حرف أبيّ وابن مسعود: "إذا أدبر" قال أبو عبيد: بألفين.
قلت: هذه القراءة هي الموافقة لقوله: ﴿إِذَا أَسْفَرَ﴾ موافقة تامة بلفظ إذا والإتيان بالفعل بعدها على وزن أفعل، أما كل واحدة من القراءتين المشهورتين فموافقة له من وجه دون وجه والموافقة بلفظ إذا أولى من الموافقة بلفظ أفعل فإن أفعل وفعل قد ثبت أنهما لغتان بمعنى واحد فكانا سواء، أما إذ وإذا فمتغايران ولا يعرف بعد القسم في القرآن إلا مجيء إذا دون إذ نحو: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى﴾ وإذ وإذا في كل ذلك لمجرد الزمان مع قطع النظر عن مضى واستقبال فهو مثل: ﴿وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ﴾، {فَسَوْفَ