المن الأنعام وحسناء ميمونة حالان ومعنى ميمونة الجلا مباركة البروز؛ أي: كما ظهرت للناس كانت مباركة الطلعة وقد صدق -رضي الله عنه- فإن بركتها عمت كل من حفظها وأتقنها ولو لم يكن إلا كثرة الفوائد الحاصلة من ناظمها:
١١٦١-
وَأَبْيَاتُهَا أَلْفٌ تَزِيدُ ثَلاثَةً
وَمَعْ مائَةٍ سَبْعِينَ زُهْرًا وَكُمَّلا
فاعل تزيد ضمير راجع إلى الأبيات لا إلى الألف؛ فإن الألف تذكر وثلاثة نصب على التمييز وسبعين عطف عليه، والتقدير: وتزيد أيضا سبعين مع مائة فصار المجموع ألفا ومائة وثلاثة وسبعين وزهرا وكملا حالان من الضمير في تزيد الراجع إلى الأبيات؛ أي: هي زاهرة كاملة؛ يعني: مضيئة كاملة الأوصاف ويجوز أن يكونا صفتين للتمييز؛ أي: تزيد أبياتها على الألف أبياتا زاهرة وكاملة والوجه الأول أولى؛ لأنه أعم وصفا؛ لأنه يفيد وصف الجميع بخلاف الوجه الثاني:
١١٦٢-
وَقَدْ كُسِيَتْ مِنْهَا الْمَعَانِي عِنَايَةً
كَمَا عَرِيَتْ عَنْ كُلِّ عَوْرَاءَ مِفْصَلا
أثنى في هذا البيت على معانيها وألفاظها فنصب عناية على أنه فعولي كسيت؛ أي: أنه اعتنى بها فجاءت شريفة المعاني حسنة المباني، وقابل بين الكسوة والعري فقال: كسيت معانيها عناية وعريت في التعبير عنها عن كل جملة عورا؛ أي: لا تنبيء عن المعنى المقصود فهي ناقصة معينة ونصب مفصلا على التمييز؛ أي: عن كل جملة عابت مفصلا والمفصل العضو؛ أي: عن كل ما قبح مفصله ويجوز أن يكون فاعل عريت ضميرا عائدا على القصيدة ومفصلا تمييز منه؛ أي: كما عريت مفاصلها عن العيوب وعني بذلك القافية أو جميع أجزاء القصيدة جعلها عروسا حسناء ميمونة الجلوة منزهة المفاصل عن العيوب على طولها وصعوبة مسلكها قال الشيخ -رحمه الله- وغيره ينظم أرجوزة؛ يعني: على قواف شتى فيضطره النظم إلى أن يأتي في قوافيها ومقاطعها وأجزائها بما تمجه الأسماع.
١١٦٣-
وَتَمَّتْ بِحَمْدِ اللهِ فِي الْخَلْقِ سَهْلَةً
مُنَزَّهَةً عَنْ مَنْطِقِ الْهُجْرِ مِقْوَلا
سهولة خلقها انقيادها لمن طلبها؛ أي: إن كل أحد ينقل منها القراءات إذا عرف رموزها من غير صعوبة ولا كلفة ونصب سهلة ومنزهة على الحال ومقولا تمييز وهو اللسان والهجر الفحش؛ أي: ليس فيها كلمة قبيحة يستحي من سماعها.
١١٦٤-