فلا اعتبار بالخط وإنما الاعتبار باللفظ وهو باللفظ ثلاثة أحرف، فهو مثل: "قال لهم" فكما يدغم "قال" يدغم "آل" لأنه مثله وعلى وزنه فيمنع هذا التعليل من أصله ويرد على قائله فقوله: وإظهار قوم مبتدأ خبره قوله: رده من تنبلا يعني به صاحب التيسير وغيره أي من صار نبيلا في العلم أي من رسخت فيه قدمه أو من مات من المشايخ يعني أن هذا رد قديم.
ثم بين الذي رده به فقال:
١٢٧-
بِإِدْغاَمِ لَكَ كَيْدًا وَلَوْ حَجَّ مُظْهِرٌ | بِإِعْلاَلِ ثَانِيهِ إِذَا صَحَّ لاَعْتَلا |
وإن حمل ما في البيت على هذا المعنى لم يبق لقوله لاعتلا فائدة فإن من غلب في حجته معتل أي مرتفع وأراد أن يذكر حجة سائغة غير منقوضة عليه لمن اختار الإظهار في آل لوط وهي حجة قد سبق بها جماعة من المتقدمين مثل ابن أبي هاشم وابن مهران وصاحب التيسير وهي أن ثاني حروف آل قد تغير مرة بعد مرة، والإدغام تغيير آخر فعدل عنه خوفا من أن يجتمع على كلمة قليلة الحروف في نظرهم تغييرات كثيرة فيصير مثل: ﴿وَإِنْ يَكُ كَاذِبًا﴾ ٢.
وقوله: إذا صح بعد قوله بإعلال ثانيه من محاسن الكلام حيث قابل الإعلال بالصحة يعني إذا صح له الإظهار من جهة النقل فإن أبا عمرو الداني قال في غير التيسير: لا أعلم الإظهار فيه من طريق اليزيدي، ثم بين إعلال ثانيه فقال:
١٢٨-
فَإِبْدَالُهُ مِنْ هَمْزَةٍ هَاءٌ اصْلُهَا | وَقَدْ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ مِنْ وَاوٍ ابْدِلا |
١ سورة يوسف آية: ٢١.
٢ سورة غافر، آية: ٤٢٠.
٢ سورة غافر، آية: ٤٢٠.