من أظهرها؛ لأن الواو زيدت تقوية لهاء الضمير ففي إدغامها كالإخلال بما زيدت لأجله ولأن الواو تشدد في لغة قوم من العرب والتخفيف هو اللغة الفصيحة التي نزل بها القرآن ففي إدغامها ما يؤدي إلى أن الواو تشتبه بتلك اللغة، وقيل أيضا: إن تشديد الواو هو الأصل ثم خففت فاستغني بذلك التخفيف عن تخفيف الإدغام وكل هذه علل حسنة للإظهار لا بأس بها وقول الشاطبي: ومن يظهر فبالمد عللا يوهم أنه لم يعلله بغير ذلك، ثم تقديره أن يقال: إذا كان قبل الواو ضمة وقصد إلى إدغامها وجب إسكانها للإدغام فتصير حرف مد ولين وحروف المد واللين لا تدغم لأداء الإدغام إلى ذهاب المد مثل قالوا وأقبلوا، وهذا خطأ من المعلل فإن هذا مد تقديري لا ثبوت له فلا يلزم من منع الإدغام حيث كان المد محققا أن يمتنع أيضا إذا كان المد مقدرا.
١٣٠-
وَيَأْتِيَ يَوْمٌ أَدْغَمُوهُ وَنَحْوَهُ | وَلاَ فَرْقَ يُنْجِي مَنْ عَلَى الْمَدِّ عَوَّلا |
وأما قوله: ﴿فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾ ١، فينبغي أن يكون حكمه حكم قوله تعالى: ﴿وَهُوَ وَاقِعٌ بِهِمْ﴾ فإن الكلمة خففت بإسكان الهاء فيهما والضمير في أدغموه عائد على معنى "من" في قوله: ومن يظهر فبالمد عللا.
١٣١-
وَقَبْلَ يَئِسْنَ الْيَاءُ في الَّلاءِ عَارِضٌ | سُكُونًا أَوَ اصْلاً فَهُوَ يُظْهِرُ مُسْهِلا |
وأما إن كانت في نفسها عارضة وأصلها همزة فكان ينبغي أن يجري فيها الوجهان المتقدمان في: "يبتغ" ونحوه نظرا إلى الأصل، وإلى ما عليه اللفظ الآن، وفي قوله: عارض أصلا نظر فإن الأصل هو الهمز وليس بعارض، ولو قال لفظا موضع أصلا لكان أبين.
٢ سورة الطلاق، آية: ٤.
٣ سورة ق، آية: ٤٨.
٤ سورة الحجرات، آية: ١١.