ضنا بالفتح على أنه مقصور لكان معناه أيضا حسنا، والضنا بالقصر المرض يقال منه ضنى بالكسر ضنا شديدا فهو رجل ضنا وضن مثل حرا وحر قاله الجوهري، ومعنى ثوى أقام، وسأى على وزن رأى مقلوب ساء على وزن جاء، وهو بمعناه، ومثله له نأى وناء أي ساءت حاله من أجل الضنا أو كانت مساءته ناشئة من الضنا وقوله: قد جلا أي كشف الضنا أمره فالضمير في ثوى ومنه وجلا للضنا الدال عليه لفظ ضن وفي كان وسأى لضن، وهذه جمل أتى بها من غير حرف عطف استئنافا لا أخبارا بعد أخبار كقوله تعالى: ﴿يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ﴾ ١، ﴿الرَّحْمَنُ، عَلَّمَ الْقُرْآنَ، خَلَقَ الْإِنْسَانَ، عَلَّمَهُ الْبَيَانَ﴾ ٢.
وقيل: المعنى سأى من يرى ذلك منه أو ساءه الضنا على أن من زائدة، وسيذكر كل حرف من هذه الستة عشر فيما ذا يدغم ولكن لم يلتزم ترتيب ما في هذا البيت بل أتى به على ترتيب صاحب التيسير، ولم يمكنه جمع الحروف على ذلك الترتيب في بيت له معنى مستقيم، فخالف الترتيب في جميع حروفها ثم شرط في إدغام هذه الحروف الستة عشر أن تكون سالمة من أربعة أوصاف فقال:
١٣٨-
إِذَا لَمْ يُنَوَّنْ أَوْ يَكُنْ تَا مُخَاطَبٍ | وَمَا لَيْسَ مَجْزُومًا وَلاَ مُتَثَقِّلا |
ولم يقع في القرآن تاء متكلم عند مقارب لها فلهذا لم يذكرها في المستثنى.
وأما المجزوم فنحو: ﴿لَمْ يُؤْتَ سَعَةً﴾ ١٥.
لم يدغم بلا خلاف وإن كان المجزوم في باب المثلين فيه وجهان؛ لأن اجتماع المثلين أثقل من اجتماع المتقاربين، وسيأتي خلاف في قراءة قوله تعالى: ﴿وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ﴾ ١٦، ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى﴾ ١٧؛ لأن الطاء والدال أقرب إلى التاء من السين ويأتي خلاف في:
٢ سورة الرحمن، آية: ١-٤.
٣ سورة الزمر، آية: ٦.
٤ سورة الحشر، آية: ١٤.
٥ سورة هود، آية: ٧٨.
٦ سورة سبأ، آية: ٤٦.
٧ سورة القصص، آية: ٤٥.
٨ سورة طه، آية: ٤٠.
٩ سورة الكهف، آية: ٣٩.
١٠ سورة الإسراء، آية: ٦٣.
١١ سورة البقرة، آية: ٢٠٠.
١٢ سورة المؤمنون، آية: ٧٠.
١٣ سورة طه، آية: ٥٢.
١٤ سورة الأعراف، آية: ١٣٤.
١٥ سورة البقرة، آية: ٢٤٧.
١٦ سورة النساء، آية: ١٠٢.
١٧ سورة الإسراء، آية: ٢٦.