٤ -... ولأن الله لم ينزل في كتابه شيئا إلا وقد جعل للعلماء طريقا إلى معرفته. (١)
و أجابوا عن هذا : بأن الله تعالى أنزل أشياء وليس إلى معرفتها سبيل كمعرفة كنه صفاته سبحانه وكيفيات أفعاله وغير ذلك وهذا الأخير بمعنى الدليل الأول. (٢)
ومن الأدلة التي ذكرت لهذا القول قوله تعالى :﴿ تبيانا لكل شئ ﴾ (٣) قالوا على قولكم ليس في القرآن بيان المشكل. وهذه الآية يجاب عنها بالجواب المشهور وأنها لا تقتضي جميع الأشياء كما قال تعالى:﴿ وأوتيت من كل شئ ﴾ (٤). ولم تؤت مثل ذكر الذكر ولحيته ولا ما أوتي سليمان في ملكه، وهذا معروف في لغة العرب فلا يطول بتفصيله. (٥)
ومن الأدلة التي ذكرت لهذا القول قول الزركشي :
( إن الكل قائلون به لأننا لم نر المفسرين إلى هذه الغاية توقفوا عن شئ من القرآن فقالوا متشابه بل أمروه على التفسير حتى فسروا الحروف المقطعة ) اهـ. (٦)
(٢) ينظر المصادر السابقة وروضة الناظر ١ /١٨٧
(٣) النحل - ٨٩
(٤) النمل -٢٣
(٥) ينظر العدة ٢ / ٦٩٢ و أصول الفقه لأبي الوفاؤ ابن عقيل ٤ / ١٨
(٦) البرهان ٢ /٢٠٢