٩- أن المحكم ما كانت معاني أحكامه معقولة والمتشابه ما كانت معاني أحكامه غير معقولة كأعداد الصلوات واختصاص الصيام بشهر رمضان دون شعبان. (١)
وأرجحها في نظري القول بأن المحكم ما لا يحتمل من التأويل إلا وجها والمتشابه ما احتمل من التأويل أوجها. لأن معنى الإحكام والتشابه لغة يدل على ذلك ولأنه تعالى قال في وصف المحكمات :﴿ هن أم الكتاب ﴾. و ذلك دال على أن المحكمات أصل يرد إليهن غيرهن ولو يكن المحكم كذلك لما أمكن رد المتشابه إليه.
وقد فصلت القول هنا في هذه الآية لظهور دلالتها على أهمية وفضل علم الوقف والابتداء، ولشدة الحاجة لمعرفة أقوال العلماء فيها. و تركت التوسع أكثر في تفسيرها مراعاة لمقصد هذه الرسالة.

(١) ينظر : تفسير الطبري ٣/١٧١ -١٧٥ و إعراب القرآن لابن النحاس ١ /٣٥٥ و الحاوي في فقه الإمام الشافعي للماوردي ١٦ /٧١ -٧٢ و البرهان ٢ /١٩٩ –٢٠١ و فتح الباري ٨ /٢١٠ -٢١١و الإتقان ٢ /٢-٣ وفتح القدير للشوكاني ١ /٣١٧...


Icon