وسنده جيد.
والشاهد منه قوله :( وما ينبغي أن يوقف عنده منها ). وبه استدل ابن النحاس (١) والداني (٢) وغيرهم من علماء القراءات والوقف (٣)، وعبارة الداني :( ففي قول ابن عمر دليل على أن تعليم ذلك توقيف من رسول الله ﷺ وأنه إجماع من الصحابة رضي الله عنهم ) (٤) فهذا دليل قد ذكره كثير من العلماء مستدلين به على الوقف والابتداء. وقد عارض ذلك الشيخ ملا القاري في شرحه على الجزرية بعد أن ذكره بقوله :( ولا يخفى أن قوله :(( وما ينبغي أن يوقف عنده منها )) لا يبعد أن يراد به الآيات المتشابهات في معناها، فليس في الحديث نص على الوقف المصطلح عليه ). اهـ. (٥) أقول : كلا المعنيين محتمل من جهة اللفظ، وقوى الاحتمال الأول كلام أولئك الأئمة في الاستدلال به على مراعاة الوقوف.
وروى الإمام أبو عمرو الداني عن ميمون بن مهران (٦) التابعي قال :

(١) القطع صـ ٨٧
(٢) المكتفى صـ ١٣٤
(٣) ينظر : النشر ١ / ٢٢٥ والبرهان للزركشي ١ / ٤٩٩
(٤) المكتفى صـ١٣٤
(٥) شرح المقدمة الجزرية ( المنح الفكرية على متن الجزرية ) صـ ٢٧٠
(٦) ميمون بن مهران الجزري أبو أيوب الرقي من ثقات التابعين، و من علمائهم. سمع من ابن عباس وابن عمر، ( ت : ١١٨ هـ ). ترجمته في : حلية الأولياء لأبي نعيم ٤/٨٢ –٩٧ وتهذيب الكمال ٢٩/ ٢١٠ –٢٢٧ وغيرها.


الصفحة التالية
Icon