وقال علم الدين السخاوي رحمه الله :( ففي معرفة الوقف والابتداء الذي دونه العلماء تبيين معاني القرآن العظيم وتعريف مقاصده وإظهار فوائده، وبه يتهيأ الغوص على درره
وفرائده ). (١)
فهذا العلم ينفتح بتعلمه وإعمال الفكر فيه من مقاصد القرآن ومعانيه شئ عظيم، فالقارئ إذا لم يراع الوقف بحسب المعنى فلن يفهم المعنى، وربما فوت على السامع فهم المعنى وقد لا يظهر بذلك وجه الأعجاز (٢).
ولذا فإن معرفته متأكدة وفي ذلك يقول الصفاقسي :
( ومعرفة الوقف والابتداء متأكدة غاية التأكيد إذ لا يتبين معنى الكلام ويتم على أكمل وجه إلا بذلك ) اهـ. (٣) ويقول المقرئ أبو الأصبغ بن الطحان الأندلسي :( أليس من الخطأ العظيم أن يقرأ كتاب الله تعالى فيقطع على القطع يفسد به المعنى... الخ ) اهـ. (٤) ولأهمية علم الوقف والابتداء ذكر الأئمة أن إتقانه ومعرفته يحتاج إلى معرفة علوم أخرى قال الإمام أبو بكر بن مجاهد رحمه الله تعالى :
( لا يقوم بالتمام إلا نحوي عالم بالقراءة عالم بالتفسير، عالم بالقصص وتلخيص بعضها من بعض عالم باللغة التي نزل بها القرآن ) اهـ. (٥)
وقد تكلم علماء الوقف والابتداء على جميع الآيات والجمل القرآنية، وبينوا ما يصلح الوقف عليه، وما لا يصلح، ونهوا عن الوقف على وقوف بعينها، ووضعوا لذلك قواعد، كقولهم لا يوقف على المبتدأ دون خبره ولا على الشرط دون جزائه إلى غير ذلك مما ذكروه و مثلوا له واختلفوا في بعضه.

(١) المصدر السابق
(٢) تنبيه الغافلين ص ١٢٠ و ينظر : البرهان ١/٤٩٣ والإيضاح لابن الأنباري ١/١٠٨
(٣) تنبيه الغافلين الموضع السابق
(٤) نظام الأداء ص٢٠
(٥) القطع والائتناف ص ٩٤


الصفحة التالية
Icon