ثم حداه حادي الشوق إلى التتلمذ على أديب العربية وشاعرها المفلق العلامة فيض الحسن السهارنفوري (ت ١٣٠٤ هـ) (١) الذي كان مدرساً في الكلية الشرقية بمدينة (لاهور) فسافر إلى (لاهور) وقرأ عليه –بصفة شخصية- كتب الأدب العربي. وقد أحب الشيخ تلميذه لفرط ذكائه وحسن أدبه، فأهدى إليه نسخة كتبها وصححها بخط يده من كتابه (رياض الفيض) وهو شرح للمعلقات السبع في ثلاث لغات: العربية والفارسية والأردية (٢). وكان من حب الفراهي لشيخه أنه نشر ديوانه العربي سنة ١٣٣٤هـ على نفقته، وهو أول مطبوعات دار المصنفين بمدينة (أعظم جره).
وبعدما ما تخرج في العلوم المتداولة من المنقول والمعقول وعلوم العربية، أقبل سنة ١٣٠٠ هـ – وهو ابن عشرين سنة – على اللغة الإنجليزية والعلوم الحديثة، فالتحق بثانوية (كرنل غنج) بمدينة (الله باد) ثم بكلية (علي جره) التي تطورت فيما بعد إلى (جامعة عليجره). وكانت العربية والفارسية مواد لازمة لطلاب الكلية، ولكن الفراهي أعفي عنهما، بل كلّف من قبل المسؤولين ترجمة كتابين إلى اللغة الفارسية لإدخالهما في المقررات الدراسية في الكلية التي كان هو أحد طلابها (٣).
(٢) هذه النسخة النادرة محفوظة في مكتبة مدرسة الإصلاح، والكتاب مطبوع.
(٣) أحدهما جزء من طبقات ابن سعد ونشر ترجمته الفارسية سنة ١٨٩١ م والآخر رسالة بدء الإسلام من تأليف العلامة شبلي النعماني باللغة العربية.