تحملني نَهدةٌ سُرحوبُ (١)
٤- أورد في كلمة (يثرب) قول سلامة بن جندل السعدي:
ألا هل أتى أفناء خِندف كلّها وعَيلان إذ ضمّ الحنين بيثرب (٢)
ولعله نقله من كتاب شعراء النصرانية (٣). فالشطر الثاني فيه هكذا محرّف، والصواب:
وعيلانَ إذ ضمّ الخميسَين يتربُ (٤)
٥- قال في الكلام على (التين): "وكما أخطأ الدينورى في بيت النابغة فكذلك أخطأ صاحب معجم البلدان في بيت أبي صعترة، فقال: إنه أراد بالجودي موضعاً في اليمن..." (٥).
وذلك سهو من المؤلّف رحمه الله، فإن قول ياقوت في معجم البلدان نصه: "والجوديّ أيضاً: جبل بأجأ أحد جبلي طيّء، وإياه أراد أبو صعترة البولاني بقوله..." (٦).
الخاتمة
في خاتمة هذا البحث يمكن تلخيص ما تضمنته الصفحات السابقة، في النقاط الآتية:
١- علم غريب القرآن من أول العلوم التي اشتغل بها المسلمون ودوّنوا فيه الكتب وكثر التأليف فيه كثرة لا تحصى.
٢- ممن ألّف في هذا العلم في القرن الماضي: العلامة عبد الحميد الفراهي رحمه الله، من كبار علماء الهند، وأفذاذ الرجال علماً وفضلاً وديانةً. اشتهر بنبوغه في علم القرآن، وانقطاعه إليه، واسم كتابه: مفردات القرآن.
٣- توفى الفراهي قبل إكمال الكتاب، فنشر بعد وفاته عن مسودته بعد ما أضيف إليه كلمات فسّرها في مصنفاته الأخرى.
٤- كان من مقاصد تأليف الكتاب: تحقيق معاني الألفاظ التي كانت تستعمل فيها عند نزول القرآن، وتأصيل الألفاظ التي زعم المستشرقون أنها أعجمية وأن القرآن أخذها من أهل الكتاب.

(١) انظر ديوان عبيد بن الأبرص: ١٧ وجمهرة أشعار العرب: ٤٦٦.
(٢) مفردات القرآن: ٧٣.
(٣) شعراء النصرانية: ٤٩١.
(٤) ديوان سلامة بن جندل: ٢١٤.
(٥) مفردات القرآن: ٣٢.
(٦) معجم البلدان ٢: ١٨٠.


الصفحة التالية
Icon