الكفر لا يكاد تسكن إليه النفس لكونه
اعتقادا عن ظن، وقيل ضيق بالاسلام كما قال تعالى: (ختم الله على قلوبهم) وقوله تعالى: (فلا يكن في صدرك حرج منه) قيل هو نهى، وقيل هو دعاء، وقيل هو حكم منه، نحو: (ألم نشرح لك صدرك) والمنحرج والمنحوب المتجنب من الحرج والحوب.
حرد: الحرد المنع عن حدة وغضب قال عزوجل (وغدوا على حرد قادرين) أي على امتناع من أن يتناولوه قادرين على ذلك، ونزل فلان حريدا أي متمنعا عن مخالطة القوم، وهو حريد المحل.
وحاردت السنة منعت قطرها والناقة منعت درها وحرد غضب وحرده كذا وبعير أحرد في إحدى يديه حرد والحردية حظيرة من قصب.
حرس: قال الله تعالى: (فوجدناها ملئت حرسا شديدا) الحرس والحراس جمع حارس وهو حافظ المكان والحرز والحرس يتقاربان معنى تقاربهما لفظا لكن الحرز يستعمل في الناض والامتعة أكثر، والحرس يستعمل في الامكنة أكثر وقول الشاعر: فبقيت حرسا قبل مجرى داحس * لو كان للنفس اللجوج خلود
قيل معناه دهرا، فإن كان الحرس دلالته على الدهر من هذا البيت فقط فلا يدل فإن هذا يحتمل أن يكون مصدرا موضوعا موضع الحال أي بقيت حارسا ويدل على معنى الدهر والمدة لامن لفظ الحرس بل من مقتضى الكلام.
وأحرس معناه صار ذا حراسة كسائر هذا البناء المقتضى لهذا المعنى، وحريسة الجبل ما يحرس في الجبل بالليل.
قال أبو عبيدة: الحريسة هي المحروسة، وقال الحريسة المسروقة يقال حرس يحرس حرسا وقدر أن ذلك لفظ قد تصور من لفظ الحريسة لانه جاء عن العرب في معنى السرقة.
حرص: الحرص فرط الشره وفرط الارادة قال عزوجل (إن تحرص على هداهم) أي إن تفرط إرادتك في هدايتهم وقال تعالى: (ولتجدنهم أحرص الناس على حياة) وقال تعالى (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) وأصل ذلك من حرص القصار الثوب أي قشره بدقه والحارصة شجة تقشر الجلد، والحارصة والحريصة سحابة تقشر الارض بمطرها.
حرض: الحرض ما لا يعتد به ولا خير فيه ولذلك يقال لما أشرف على الهلاك حرض، قال
عزوجل (حتى تكون حرضا) وقد أحرضه كذا قال الشاعر: * إنى أمرؤ نابنى هم فأحرضنى * والحرضة من لا يأكل إلا لحم الميسر لنذالته، والتحريض الحث على الشئ بكثرة التزيين وتسهيل الخطب فيه كأنه في الاصل إزالة الحرض نحو مرضته وقذيته أي أزلت


الصفحة التالية
Icon