حرم الله عليه الجنة) فهذا من جهة القهر بالمنع وكذلك قوله تعالى (إن الله حرمهما على الكافرين) والمحرم بالشرع كتحريم بيع الطعام بالطعام متفاضلا، وقوله عزوجل (وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم
عليكم إخراجهم) فهذا كان محرما عليهم بحكم شرعهم ونحو قوله تعالى: (قل لا أجد فيما أوحى إلى محرما على طاعم يطعمه) الآية (وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذى ظفر) وسوط محرم لم يدبغ جلده كأنه لم يحل بالدباغ الذى اقتضاه قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أيما إهاب دبغ فقد طهر " وقيل بل المحرم الذى لم يلين.
والحرم سمى بذلك لتحريم الله تعالى فيه كثيرا مما ليس بمحرم في غيره من المواضع، وكذلك الشهر الحرام وقيل رجل حرام وحلال ومحل ومحرم، قال الله تعالى: (يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك تبتغى) أي لم تحكم بتحريم ذلك ؟ وكل تحريم ليس من قبل الله تعالى فليس بشئ نحو (وأنعام حرمت ظهورها) وقوله تعالى: (بل نحن محرومون) أي ممنوعون من جهة الجد، وقوله تعالى (للسائل والمحروم) أي الذى لم يوسع عليه الرزق كما وسع على غيره ومن قال أراد به الكلب فلم يعن أن ذلك اسم الكلب كما ظنه بعض من رد عليه وإنما ذلك منه ضرب مثال بشئ لان الكلب كثيرا ما يحرمه الناس أي يمنعونه، والمحرمة والمحرمة الحرمة،
واستحرمت الماعز أرادت الفحل.
حرى: حرى الشئ يحرى أي قصد حراه أي جانبه وتحراه كذلك قال تعالى: (فأولئك تحروا رشدا) وحرى الشئ يحرى نقص كأنه لزم الحرى ولم يمتد، قال الشاعر: * والمرء بعد تمامه يحرى * ورماه الله بأفعى حارية.
حزب: الحزب جماعة فيها غلظ، قال عز وجل: (أي الحزبين أحصى لما لبثوا أمدا) وحزب الشيطان وقوله تعالى (ولما رأى المؤمنون الاحزاب) عبارة عن المجتمعين لمحاربة النبي ﷺ (فإن حزب الله هم الغالبون) يعنى أنصار الله وقال تعالى (يحسبون الاحزاب لم يذهبوا وإن يأت الاحزاب يودوا لو أنهم بادون في الاعراب) وبعيده (ولما رأى المؤمنون الاحزاب).
حزن: الحزن والحزن خشونة في الارض وخشونة في النفس لما يحصل فيه من الغم ويضاده الفرح ولاعتبار الخشونة بالغم قيل خشنت بصدره إذا حزنته يقال حزن يحزن وحزنته وأحزنته، قال عزوجل: (لكيلا تحزنوا على ما فاتكم - الحمد لله الذى أذهب
عنا الحزن - تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا - إما أشكو بثى وحزني إلى الله) وقوله تعالى (ولا تحزنوا - ولا تحزن) فليس ذلك


الصفحة التالية
Icon