والاصهار، وفى الدعاء إليك نسعى ونحفد، وسيف محتفد سريع القطع، قال الاصمعي: أصل الحفد مداركة الخطو.
حفر: قال الله تعالى: (وكنتم على شفا حفرة من النار) أي مكان محفور ويقال لها حفيرة، والحفر التراب الذى يخرج من الحفرة نحو نقض لما ينقض والمحفار والمحفر، والمحفرة ما يحفر به، وسمى حافر الفرس تشبيها لحفره في عدوه وقوله عزوجل: (أئنا لمردودون في الحافرة) مثل لمن يرد من حيث جاء أي أنحيا بعد أن نموت ؟ وقيل الحافرة الارض التى جعلت قبورهم ومعناه أئنا لمردودون ونحن في الحافرة ؟ أي
في القبور، وقوله في الحافرة على هذا في موضع الحال.
وقيل رجع على حافرته ورجع الشيخ إلى حافرته أي هرم نحو قوله: (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر) وقولهم النقد عند الحافرة لما يباع نقدا وأصله في الفرس إذا بيع فيقال لا يزول حافره أو ينقد ثمنه.
والحفر تأكل الاسنان وقد حفر فوه حفرا وأحفر المهر للاثناء والارباع.
حفظ: الحفظ يقال تارة لهيئة النفس التى بها يثبت ما يؤدى إليه الفهم وتاره لضبط في النفس ويضاده النسيان وتارة لاستعمال تلك القوة فيقال حفظت كذا حفظا ثم يستعمل في كل تفقد وتعهد ورعاية، قال الله تعالى (وإنا له لحافظون - حافظوا على الصلوات - والذين هم لفروجهم حافظون - والحافظين فروجهم والحافظات) كناية عن العفة حافظات للغيب بما حفظ الله أي يحفظن عهد الازواج عند غيبتهم بسبب أن الله تعالى يحفظهن أن يطلع عليهن وقرئ (بما حفظ الله) بالنصب أي بسبب رعايتهن حق الله تعالى لا لرياء وتصنع منهن، (وما أرسلناك عليهم حفيظا) أي حافظا كقوله: (وما أنت عليهم بجبار - وما أنت
عليهم بوكيل - فالله خير حافظا) وقرئ حفظا أي حفظه خير من حفظ غيره.
وعندنا كتاب حفيظ أي حافظ لاعمالهم فيكون حفيظ بمعنى حافظ نحو الله حفيظ عليهم أو معناه محفوظ لا يضيع كقوله تعالى: (علمها عند ربى في كتاب لا يضل ربى ولا ينسى) والحفاظ المحافظة وهي أن يحفظ كل واحد الآخر، وقوله عزوجل (والذين هم على صلاتهم يحافظون) فيه تنبيه أنهم يحفظون الصلاة بمراعاة أوقاتها ومراعاة أركانها والقيام بها في غاية ما يكون من الطوق وأن الصلاة تحفظهم الحفظ الذى نبه عليه في قوله (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)، والتحفظ قيل هو قلة العقل، وحقيقته إنما هو تكلف الحفظ لضعف القوة الحافظة ولما كانت تلك القوة من أسباب العقل توسعوا في تفسيرها كما ترى.
والحفيظة الغضب الذى تحمل عليه المحافظة ثم استعمل في الغضب المجرد فقيل أحفظنى فلان أي أغضبني.