والخطاف للطائر الذى كأنه يخطف شيئا في طيرانه، ولما يخرج به الدلو كأنه يختطفه وجمعه خطاطيف وللحديدة التى تدور عليها البكرة، وباز مخطف يختطف ما يصيده، والخطيف سرعة انجذاب السير وأخطف الحشا، ومختطفه كأنه اختطف حشاه لضموره.
خطأ: الخطأ العدول عن الجهة وذلك أضرب، أحدها: أن يريد غير ما تحسن إرادته فيفعله وهذا هو الخطأ التام المأخوذ به
الانسان، يقال خطئ يخطأ خطأ وخطأة قال تعالى (إن قتلهم كان خطئا كبيرا) وقال: (وإن كنا لخاطئين) والثانى أن يريد ما يحسن فعله ولكن يقع منه خلاف ما يريد فيقال أخطأ إخطاء فهو مخطئ، وهذا قد أصاب في الارادة وأخطأ في الفعل وهذا المعنى بقوله عليه السلام: " رفع عن أمتى الخطأ والنسيان " وبقوله " من اجتهد فأخطأ فله أجر " (ومن قتل مؤمنا خطأ فتحرير رقبة) والثالث أن يريد مالا يحسن فعله ويتفق منه خلافه، فهذا مخطئ في الارادة ومصيب في الفعل فهو مذموم بقصده وغير محمود على فعله، وهذا المعنى هو الذى أراده في قوله: أردت مساءتى فأجرت مسرتي * وقد يحسن الانسان من حيث لا يدرى وجملة الامر أن من أراد شيئا فاتفق منه غيره يقال أخطأ، وإن وقع منه كما أراده يقال أصاب، وقد يقال لمن فعل فعلا لا يحسن أو أراد إرادة لا تجمل إنه أخطأ ولهذا يقال أصاب الخطأ وأخطأ الصواب، وأصاب الصواب وأخطأ الخطأ، وهذه اللفظة مشتركة كما ترى مترددة بين معان يجب لمن يتحرى الحقائق أن
يتأملها.
وقوله تعالى (وأحاطت به خطيئته) والخطيئة والسيئة يتقاربان لكن الخطيئة أكثر ما تقال فيما لا يكون مقصودا إليه في نفسه بل يكون القصد سببا لتولد ذلك الفعل منه كمن يرمى صيدا فأصاب إنسانا أو شرب مسكرا فجنى جناية في سكره.
والسبب سببان: سبب محظور فعله كشرب المسكر وما يتولد عنه من الخطإ غير متجاف عنه، وسبب غير محظور كرمى الصيد، قال تعالى: (وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم)، وقال تعالى: (ومن يكسب خطيئة أو إثما) فالخطيئة ههنا هي التى لا تكون عن قصد إلى فعله، قال تعالى (ولا تزد الظالمين إلا ضلالا - مما خطيئاتهم - إنا نطمع أن يغفر لناربنا خطايانا - ولنحمل خطاياكم - وما هم بحاملين من خطاياهم من شئ) وقال تعالى: (والذى أطمع أن يغفر لى خطيئتي يوم الدين) والجمع الخطيئات والخطايا.
وقوله تعالى: (نغفر لكم خطاياكم) فهى المقصود إليها والخاطئ هو القاصد للذنب، وعلى


الصفحة التالية
Icon