قلوبهم) والمؤلف ما جمع من أجزاء مختلفة ورتب ترتيبا قدم فيه ما حقه أن يقدم وأخر فيه ما حقه أن يؤخر، و (لايلاف قريش) مصدر من ألف والمؤلفة قلوبهم هم الذين يتحرى فيهم بتفقدهم أن يصيروا من جملة من وصفهم الله.
(لو أنفقت ما في الارض جميعا ما ألفت بين قلوبهم) وأوالف الطير ما ألفت الدار والالف العدد المخصوص وسمى بذلك لكون الاعداد فيه مؤتلفة، فإن الاعداد أربعة آحاد وعشرات، ومئون، وألوف، فإذا بلغت الالف
فقد ائتلفت وما بعده يكون مكررا قال بعضهم الالف من ذلك لانه مبدأ النظام وقيل آلفت الدراهم أي بلغت بها الالف نحو ماءيت وآلفت هي نحو آمأت.
ألك: الملائكة وملك أصله مألك وقيل هو مقلوب عن ملأك والمألك والمألكة والالوك الرسالة ومنه الكنى أي أبلغه رسالتي والملائكة تقع على الواحد والجمع قال تعالى: (الله يصطفي من الملائكة رسلا) قال الخليل: المألكة الرسالة لانها تؤلك في الفم من قولهم فرس يألك اللجام ويعلك.
الالم: الوجع الشديد، يقال ألم يألم ألما فهو آلم قال تعالى: (فإنهم يألمون كما تألمون) وقد آلمت فلانا وعذاب أليم أي مؤلم وقوله: (ألم يأتكم) فهو ألف الاستفهام وقد دخل على لم.
اله: الله قيل أصله إله فحذفت همزته وأدخل عليه الالف واللام فخص بالبارى تعالى ولتخصصه به قال تعالى: (هل تعلم له سميا) وإله جعلوه اسما لكل معبود لهم وكذا الذات وسموا الشمس إلاهة لا تخاذهم إياها معبودا، وأله فلان ياله عبد وقيل تأله فالاله على هذا هو المعبود، وقيل هو من أله أي تحير وتسميته
بذلك إشارة إلى ما قال أمير المؤمنين: كل دون صفاته تحبير الصفات وضل هناك تصاريف اللغات.
وذلك أن العبد إذا تفكر في صفاته تحير فيها ولهذا روى " تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في الله " وقيل أصله ولاه فأبدل من الواو همزة وتسميته بذلك لكون كل مخلوق والها نحوه إما بالتسخير فقط كالجمادات والحيوانات وإما بالتسخير والارادة معا كبعض الناس ومن هذا الوجه قال بعض الحكماء: الله محبوب الاشياء كلها وعليه دل قوله تعالى: (وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) وقيل أصله من لاه يلوه لياها أي احتجب قالوا وذلك إشارة إلى ما قال تعالى: (لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار) والمشار إليه بالباطن في قوله: (والظاهر والباطن) وإله حقه أن لا يجمع إذ لا معبود سواه لكن العرب لاعتقادهم أن ههنا معبودات جمعوه فقالوا الآلهة قال تعالى: (أم لهم آلهة تمنعهم من دوننا) وقال: (ويذرك وآلهتك) وقرئ وإلاهتك