نحو (اللات والعزى ومناة الثالثة) قال ذلك.
ومنهم وهو أصح من اعتبر حكم المعنى وقال المنفعل يقال له أنيث ومنه قيل للحديد اللين أنيث فقال: ولما كانت الموجودات بإضافة بعضها إلى بعض ثلاثة أضرب: فاعلا غير منفعل وذلك هو الباري عزوجل فقط، ومنفعلا غير فاعل وذلك هو الجمادات، ومنفعلا من وجه كالملائكة والانس والجن وهم بالاضافة إلى الله تعالى منفعلة وبالاضافة إلى مصنوعاتهم فاعلة.
ولما كانت معبوداتهم من جملة الجمادات التى هي منفعلة غير فاعلة سماها الله تعالى أنثى وبكتهم بها ونبههم على جهلهم في اعتقاداتهم فيها أنها آلهة مع أنها لا تعقل ولا تسمع ولا تبصر بل لا تفعل فعلا بوجه.
وعلى هذا قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام: (يا أبت لم تعبد مالا يسمع ولا يبصر ولا يغنى عنك شيئا) وأما
قوله عزوجل (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا) فلزعم الذين قالوا إن الملائكة بنات الله.
إنس: الانس خلاف الجن، والانس خلاف النفور، والانسى منسوب إلى الانس، يقال ذلك لمن كثر أنسه ولكل ما يؤنس به ولهذا قيل إنسى الدابة للجانب الذى يلى الراكب: وإنسى القوس للجانب الذى يقبل على الرامى.
والانسى من كل شئ ما يلى الانسان والوحشي ما يلى الجانب الآخر له، وجمع الانس أناسى قال الله تعالى (وأناسى كثيرا) وقيل ابن إنسك للنفس، وقوله عزوجل: (فإن آنستم منهم رشدا) أي أبصرتم أنسا به، وآنست نارا.
وقوله: (حتى تستأنسوا) أي تجدوا إيناسا.
والانسان قيل سمى بذلك لانه خلق خلقة لا قوام له إلا بإنس بعضهم ببعض ولهذا قيل الانسان مدنى بالطبع من حيث لاقوام لبعضهم إلا ببعض ولا يمكنه أن يقوم بجميع أسبابه، وقيل سمى بذلك لانه يأنس بكل ما يألفه، وقيل هو إفعلان وأصله إنسيان سمى بذلك لانه عهد إليه فنسى.
أنف: أصل الانف الجارحة ثم يسمى به
طرف الشئ وأشرفه فيقال أنف الجبل وأنف اللحية ونسب الحمية والغضب والعزة والذلة إلى الانف حتى قال الشاعر: إذا غضبت تلك الانوف لم أرضها * ولم أطلب العتبى ولكن أزيدها وقيل شمخ فلان بأنفه للمتكبر، وترب أنفه للذليل، وأنف فلان من كذا بمعنى استنكف وأنفته أصبت أنفه، وحتى قيل الانفة الحمية واستأنفت الشئ أخذت أنفه أي مبدأه.
ومنه قوله عزوجل: (ماذا قال آنفا) أي مبتدأ.
أنمل: قال الله تعالى (عضوا عليكم الانامل من الغيظ) الانامل جمع الانملة وهى المفصل الاعلى من الاصابع التى فيها الظفر، وفلان


الصفحة التالية
Icon