في معنى فاعل وتارة في معنى مفعول نحو ماء برود وثغر برود وكقولهم للكحل برود وبردت الحديد سحلته من قولهم بردته أي قتلته والبرادة ما يسقط، والمبرد الآلة التى يبرد بها.
والبرد في الطرق جمع البريد وهم الذين يلزم كل واحد منهم موضعا منه معلوما ثم اعتبر فعله في تصرفه في المكان المخصوص به فقيل لكل سريع هو يبرد وقيل لجناحي الطائر بريداه اعتبارا بأن ذلك منه يجرى مجرى البريد من الناس في كونه متصرفا في طريقه، وذلك فرع على فرع على حسب ما يبين في أصول الاشتقاق.
برز: البراز الفضاء وبرز حصل في براز، وذلك إما أن يظهر بذاته نحو: (وترى الارض بارزة) تنبيها أنه تبطل فيها الابنية وسكانها ومنه المبارزة للقتال وهى الظهور من الصف، قال تعالى: (لبرز الذين كتب عليهم القتل) وقال عزوجل: (ولما برزوا لجالوت وجنوده) وإما أن يظهر بفضله وهو أن يسبق في فعل محمود وإما أن ينكشف عنه ما كان مستورا منه، ومنه قوله تعالى: (وبرزوا لله الواحد القهار - وبرزوا لله جميعا) وقال تعالى (يوم هم بارزون) وقوله عزوجل: (وبرزت الجحيم للغاوين) تنبيها أنهم يعرضون عليها.
ويقال تبرز فلان كناية عن التغوط، وإمرأة برزة عفيفة لان رفعتها بالعفة لا أن اللفظة
اقتضت ذلك.
برزخ: البرزخ الحاجز والحد بين الشيئين وقيل أصله برزه فعرب، وقوله تعالى: (بينهما برزخ لا يبغيان) والبرزخ في القيامة الحائل بين الانسان وبين بلوغ المنازل الرفيعة في الآخرة وذلك إشارة إلى العقبة المذكورة في قوله عز وجل: (فلا اقتحم العقبة) قال تعالى: (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) وتلك العقبة موانع من أحوال لا يصل إليها إلا الصالحون وقيل البرزخ ما بين الموت إلى القيامة.
برص: البرص معروف وقيل للقمر أبرص للنكتة التى عليه وسام أبرص سمى بذلك تشبيها بالبرص والبريص الذى يلمع لمعان الابرص ويقارب البصيص، بص يبص إذا برق.
برق: البرق لمعان السحاب، قال تعالى: (فيه ظلمات ورعد وبرق) يقال برق وأبرق وبرق، يقال في كل ما يلمع نحو سيف بارق وبرق وبرق، يقال في العين إذا اضطربت وجالت من خوف، قال عزوجل: (فإذا برق البصر) وقرئ وبرق، وتصور منه تارة اختلاف اللون فقيل البرقة الارض ذات حجارة
مختلفة الالوان، والابرق الجبل فيه سواد وبياض وسموا العين برقاء لذلك وناقة بروق تلمع بذنبها، والبروقة شجرة تخضر إذا رأت السحاب وهى التى يقال فيها أشكر من بروقة.


الصفحة التالية
Icon