بغاء إذا فجرت وذلك لتجاوزها إلى ما ليس لها.
قال عزوجل: (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا) وبغت السماء تجاوزت في المطر حد المحتاج إليه.
وبغى تكبر وذلك لتجاوزه منزلته إلى ما ليس له ويستعمل ذلك في أي أمر كان.
قال تعالى: (يبغون في الارض بغير الحق) وقال تعالى: (إنما بغيكم على أنفسكم - وبغى عليه لينصرنه الله - إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم) وقال (فإن بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى) فالبغي في أكثر المواضع مذموم وقوله (غير باغ ولا عاد) أي غير طالب ما ليس له طلبه ولا متجاوز لما رسم له.
قال الحسن غير متناول للذة ولا متجاوز سد الجوعة.
وقال مجاهد رحمه الله: غير باغ على إمام ولا عاد في المعصية طريق الحق.
وأما الابتغاء فقد خص بالاجتهاد في الطلب فمتى كان الطلب لشئ محمود فالابتغاء فيه محمود نحو (ابتغاء رحمة من ربك - وابتغاء وجه ربه الاعلى)، وقولهم ينبغى مطاوع بغى، فإذا قيل ينبغى أن يكون كذا فيقال على وجهين: أحدهما ما يكون مسخرا للفعل نحو: النار ينبغى أن تحرق
الثوب.
والثانى على معنى الاستئهال نحو فلان ينبغى أن يعطى لكرمه.
وقوله تعالى: (وما علمناه الشعر وما ينبغى له) على الاول فإن معناه لا يتسخر ولا يتسهل له، ألا ترى أن لسانه لم يكن يجرى به وقوله تعالى: (وهب لى ملكا لا ينبغى لاحد من بعدى).
بقر: البقر واحدته بقرة قال الله تعالى: (إن البقر تشابه علينا) وقال (بقرة لا فارض ولا بكر - بقرة صفراء فاقع لونها) ويقال في جمعه باقر كحامل وبقير كحكيم، وقيل بيقور، وقيل للذكر ثور وذلك نحو جمل وناقة ورجل وامرأة واشتق من لفظه لفظ لفعله فقيل بقر الارض أي شق.
ولما كان شقه واسعا استعمل في كل شق واسع يقال بقرت بطنه إذا شققته شقا واسعا، وسمى محمد بن على رضى الله عنه باقرا لتوسعه في دقائق العلوم وبقره بواطنها.
وبيقر الرجل في المال وفى غيره اتسع فيه، وبيقر في سفره إذا شق أرضا إلى أرض متوسعا في سيره قال الشاعر: ألا هل أتاها والحوادث جمة * بأن امرأ القيس يهلك بيقرا وبقر الصبيان إذا لعبوا البقيرى وذلك إذا
بقروا حولهم حفائر والبيقران نبت قيل إنه يشق الارض لخروجه ويشقه بعروقه.
بقل: قوله تعالى: (بقلها وقثائها) البقل ما لا ينبت أصله وفرعه في الشتاء وقد اشتق من لفظه لفظ الفعل فقيل بقل أي نبت وبقل وجه الصبى تشبيها به وكذا بقل ناب البعير، قاله ابن السكيت، وأبقل المكان صار ذا بقل