كتاب الالف أبا: الاب: الوالد، ويسمى كل من كان سببا في إيجاد شئ أو إصلاحه أو ظهوره أبا، ولذلك يسمى النبي ﷺ أبا المؤمنين، قال الله تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) وفى بعض القراءات: وهو أب لهم، وروى أنه ﷺ قال
لعلى " أنا وأنت أبوا هذه الامة " وإلى هذا أشار بقوله: " كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ".
وقيل أبو الأضياف لتفقده إياهم، وأبو الحرب لمهيجها، وأبو عذرتها لمفتضها.
ويسمى العم مع الاب أبوين، وكذلك الام مع الاب وكذلك الجد مع الاب، قال تعالى في قصة يعقوب: (ما تعبدون من بعدى، قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا) وإسماعيل لم يكن من آبائهم وإنما كان عمهم.
وسمى معلم الانسان أباه لما تقدم من ذكره، وقد حمل قوله تعالى: (وجدنا آباءنا على أمة) على ذلك أي علماءنا الذين ربونا بالعلم بدلالة قوله تعالى: (ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا).
وقيل في قوله: (أن اشكر لى ولوالديك) إنه عنى الاب الذى ولده، والمعلم الذى علمه.
وقوله تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم) إنما هو نفى الولادة وتنبيه أن التبني لا يجرى مجرى البنوة الحقيقية.
وجمع الاب: آباء وأبوة، نحو بعولة وخؤولة.
وأصل أب فعل وقد أجرى مجرى قفا في قول الشاعر: * إن أباها وأبا أباها *
ويقال أبوت القوم كنت لهم أبا أبوهم، وفلان يأبو بهمه أي يتفقدها تفقد الاب.
وزادوا في النداء فيه تاء فقالوا يا أبت.
وقولهم: بأبأالصبى فهو حكاية صوت الصبى إذا قال بابا.
أبى: الاباء: شدة الامتناع، فكل إباء امتناع وليس كل امتناع إباء.
قوله تعالى: (ويأبى الله إلا أن يتم نوره) وقال: (وتأبى قلوبهم) وقوله: (أبى واستكبر) وقوله: (إلا إبليس أبى) وروى: (كلكم في الجنة إلا من أبى).
ومنه رجل أبى ممتنع من تحمل الضيم، وأبيت الضير تأبى، وتيس آبى، وعنز أبواء، إذا أخذه من شرب ماء فيه بول الاروى.
داء يمنعه من شرب الماء.
أب: قوله تعالى: (وفاكهة وأبا)


الصفحة التالية
Icon