حللت بمستقر العز منها * فتمنع جانبيها أن تميلا ويقال في أذنه ثقل إذا لم يجد سمعه كما يقال في أذنه خفة إذا جاد سمعه كأنه يثقل عن قبول ما يلقى إليه، وقد يقال ثقل القول إذا لم يطب سماعه ولذلك قال في صفة يوم القيامة (ثقلت في السموات والارض) وقوله تعالى: (وأخرجت الارض أثقالها) قيل كنوزها وقيل ما تضمنته من أجساد البشر عند الحشر والبعث وقال تعالى: (وتحمل أثقالكم إلى بلد) أي أحمالكم الثقيلة وقال عزوجل: (وليحملن أثقالهم وأثقالا مع أثقالهم) أي آثامهم التى تثقلهم وتثبطهم عن الثواب كقوله (ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء
ما يزرون) وقوله عزوجل (انفروا خفافا وثقالا) قيل شبانا وشيوخا وقيل فقراء وأغنياء، وقيل غرباء ومستوطنين، وقيل نشاطا وكسالى وكل ذلك يدخل في عمومها، فإن القصد بالآية الحث على النفر على كل حال تصعب أو تسهل.
والمثقال ما يوزن به وهو من الثقل وذلك اسم لكل سنج قال تعالى: (وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين)، وقال تعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) وقوله تعالى (فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية) فإشارة إلى كثرة الخيرات وقوله تعالى (وأما من خفت موازينه) فإشارة إلى قلة الخيرات.
والثقيل والخفيف يستعملان على وجهين: أحدهما على سبيل المضايفة، وهو أن لا يقال لشئ ثقيل أو خفيف إلا باعتباره بغيره ولهذا يصح للشئ الواحد أن يقال خفيف إذا اعتبرته بما هو أثقل منه وثقيل إذا اعتبرته بما هو أخف منه وعلى هذه الآية المتقدمة آنفا.
والثانى أن يستعمل الثقيل في الاجسام المرجحة إلى أسفل كالحجر والمدر والخفيف يقال في الاجسام المائلة إلى الصعود كالنار والدخان ومن هذا
الثقل قوله تعالى (اثاقلتم إلى الارض).
ثلث: الثلاثة والثلاثون والثلاث والثلثمائة وثلاثة آلاف والثلث والثلثان، وقال عزوجل: (فلامه الثلث) أي أحد أجزائه الثلاثة والجمع أثلاث، قال تعالى: (وواعدنا موسى ثلاثين ليلة) وقال عزوجل: (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم) وقال تعالى: (ثلاث عورات لكم) أي ثلاثة أوقات العورة، وقال عزوجل: (ولبثوا في كهفهم ثلثمائة سنين) وقال تعالى: (ثلاثة آلاف من الملائكة منزلين) وقال تعالى: (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثى الليل ونصفه) وقال عزوجل: (مثنى وثلاث ورباع) أي اثنين اثنين وثلاثة ثلاثة.
وثلثت الشئ جزأته أثلاثا، وثلثت القوم أخذت ثلث أموالهم، وأثلثتهم صرت ثالثهم


الصفحة التالية
Icon