(فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها) وقوله: (لا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى) أي لا يتعاطون.
وقوله: (يأتين الفاحشة) وفى قراءة عبد الله: تأتى الفاحشة، فاستعمال الاتيان منها كاستعمال المجئ في قوله: (لقد جئت شيئا فريا) يقال: أتيته وأتوته، ويقال للسقاء إذا مخض وجاء زبده أتوة، وتحقيقه جاء ما من شأنه أن يأتي منه فهو مصدر في معنى الفاعل.
وهذه أرض كثيرة الاتاء أي الريع، وقوله تعالى: (مأتيا) مفعول من أتيته.
قال بعضهم معناه آتيا فجعل المفعول فاعلا وليس كذلك بل يقال أتيت الامر وأتانى الامر، ويقال أتيته بكذا وآتيته كذا، قال تعالى: (وأتوا به متشابها) وقال: (فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها) وقال: (وآتيناهم ملكا عظيما) وكل موضع ذكر في وصف الكتاب آتينا فهو أبلغ من كل موضع ذكر فيه أوتوا، لان أوتوا قد يقال إذا أولى من لم يكن منه قبول، وآتيناهم يقال فيمن كان منه قبول، وقوله: (آتونى زبر الحديد)
وقرأه حمزة موصولة أي جيئوني، والايتاء الاعطاء وخص دفع الصدقة في القرآن بالايتاء نحو: (أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة - وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة - ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا - ولم يؤت سعة من المال).
أث: الاثاث متاع البيت الكثير، وأصله من أث أي كثر وتكاثف.
وقيل للمال كله إذا كثر أثاث، ولا واحد له كالمتاع، وجمعه أثاث.
ونساء أثائث كثيرات اللحم كأن عليهن أثاث، وتأثث فلان أصاب أثاثا.
أثر: أثر الشئ حصول ما يدل على وجوده، يقال أثر وأثر، والجمع الآثار، قال تعالى: (وقفينا على آثارهم برسلنا - وآثارا في الارض) وقوله: (فانظر إلى آثار رحمة الله) ومن هذا يقال للطريق المستدل به على من تقدم آثار، نحو قوله تعالى: (فهم على آثارهم يهرعون) وقوله: (هم أولاء على أثرى).
ومنه سمنت الابل أي على أثارة أثر من شحم، وأثرت البعير جعلت على خفه أثرة أي علامة تؤثر في الارض ليستدل بها على أثره، وتسمى الحديدة التى يعمل بها ذلك المئثرة.
وأثر السيف أثر
جودته وهو الفرند، وسيف مأثور، وأثرت العلم رويته، آثره أثرا وإثارة وأثرة، وأصله تتبعت أثره.
وأثارة من علم، وقرئ أثرة وهو ما يروى أو يكتب فيبقى له أثر، والماثر: ما يروى من مكارم الانسان.
ويستعار الاثر للفضل والايثار للتفضل ومنه آثرته، وقوله تعالى: (ويؤثرون على أنفسهم) وقال: (تالله لقد آثرك الله علينا - بل تؤثرون الحياة الدنيا) وفى الحديث: " سيكون بعدى أثرة " أي يستأثر بعضكم على بعض.
والاستئثار