ومن أصول أهل السنّة والجماعة: الإيمان بقضاء الله وقدره، وهو داخل في الإيمان به وبكتبه وبرسله، فيعلمون أنَّ الله قد أحاط بكلِّ شيء علمًا، وأنَّه كتب في اللوح المحفوظ جميع الحوادث، صغيرها وكبيرها، سابقها ولا حقها، ثم قدّرها وأجراها بمواقيتها بحكمته وقدرته وعنايته وتمام علمه، وأنَّه كما أنَّ جميع الحوادث إلى هنا انتهى المنسوخ في "بستان العارفين.." وجاء في خاتمته ".. وأنَّه كتب في اللوح المحفوظ جميع الحوادث بمواقيتها بحكمته وقدرته، وأنَّ أعمال العباد مع أنَّهم فاعلون لها حقيقة فإنهَّا داخلة في قضائه وقدره، فالله خالقهم وخالق جميع صفاتهم، وخالق السبب التام خالقٌ للمسبب، فلا يجبرهم عليها بل وقعت بإرادتهم وقدرتهم، وهم الذين عملوها واستحقوا جزاءها من خير وشر، والله أعلم وصلى الله على محمد وسلم". وإلى هنا -كذلك- انتهت النسخة التي بعنوان: "فتح الرب الحميد..". مرتبطة بحكمته وعلمه فإنَّها مرتبطة بقدرته، وأنَّه ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنَّ أعمال العباد كلًَّها خيرها وشرها داخلة في قضائه وقدرته، مع وقوعها طبق إرادتهم وقدرتهم، ولم يجبرهم عليها، فإنَّه خلق لهم جميع القوى الظاهرة والباطنة، ومنها القدرة والإرادة التي بها يختارون و بها يفعلون.
الإشارة إلى ما في القرآن من براهين التوحيد
توحيد الألوهية والعبادة
لما كان توحيدُ الباري أعظم المسائل وأكبرها وأفرضها وأفضلها، وحاجة الخلق إليه وضرورتهم فوق كلِّ ضرورة تقدر، فإنَّ صلاحهم وفلاحهم وسعادتهم متوقفة على التوحيد نوّعَ الله الأدلة والبراهين على ذلك، وكانت أدلته واضحات، وبراهينه ساطعات.


الصفحة التالية
Icon